ليست نبؤة فلكية، ولا كلام مشعوذين من الذين كذبوا ولو صدقوا، ولكنها نظرية علمية حديثة جرى طرحها في المؤتمر العلمي الذي عقد في جلاسكو في بريطانيا أخيراً، وفيها أن الكون بأكمله يسير نحو نهايته الحتمية بسرعة تزيد على سرعة الضوء، ولكنه لن ينتهي بانفجار، كما كان متوقعاً وإنما بتذبذب كمونيّ.
وصاحب النظرية عالم من علماء فيزياء الكم هو بنيامين ألاناخ مدير المختبر الأوروبي للجزيئات، وهو يقول: إن “سحابة نهاية الكون” تتحرك الآن بسرعة هائلة في الفضاء، وفي طريقها تحطم المواد الموجودة في كل مكان تمر فيه وتخلف وراءها جزيئات مستحلبة معتمة لا أثر للحياة فيها.
وعلماء الفيزياء الكمية يجدون صعوبة في شرح نظرياتهم لبعضهم بعضا فكيف بشرحها لغيرهم، فهم يحدثونك عن وجود الإلكترون في أكثر من موقع في الوقت ذاته، ويقولون لك إن الإنسان يمكن أن يكون في مكتبه، وفي منزله، وفي سيارته على الطريق في الوقت ذاته، وإذا اعترضت وقلت إن هذا الكلام غير منطقي يقولون لك إن قوانين فيزياء الكم تحتاج إلى منطق غير المنطق الذي تعرفه، وإلى بنية عقلية تختلف عن بنية العقل البشري الحالية.
ونظرية نهاية الكون نشأت من نظرية أخرى تحمل اسم “التناسق السوبر”، وهي نظرية “المادة” التي يرى العلماء فيها المرحلة المقبلة من فهم الطبيعة الكونية التي تعمل فيها المخلوقات الحية، وتقول هذه النظرية إن كل جزيء موجود في هذا الكون له نسخة أخرى في الكون يطلق عليها اسم “الشريك السوبر”، ووجود الشركاء السوبر يمكن أن يغير خصائص الكون بطريقة غير متوقعة.
وأشياء كثيرة لا يقبلها المنطق العادي يقولها علماء فيزياء الكم من أنصار “مدرسة كوبنهاجن” التي أمضى اينشتاين سنوات طويلة من عمره في محاولة ضحدها، ومن ذلك انتفاء السببية “هاينزبيرج” ونظرية القطة الميتة-الحية التي يطلق عليها اسم “نظرية قطة شودينجر”، ونظرية بيتر هيجز التي تقول ان مكونات الذرة، من البروتون إلى النيوترون إلى الكوارك إلى غيرها، لها كتلة، ليس لأن لها كتلة بالفعل وإنما لوجود مكونات لم يكتشفها العلماء حتى الآن تحول الفراغ بين البروتونات والنيوترونات إلى ما يشبه المادة الهلامية وقد أطلق العلماء على هذه المكونات اسم “جزيء هيجز”، والمقاومة التي تتعرض لها مكونات الذرة أثناء تحركها في جزيء هيجز هي التي يفسرها الناس بأنها كتلة.
وما ينطبق على الميكرو ينطبق على المايكرو، وكما في الكون المتناهي في الصغر (الذرة) كذلك في الكون المتناهي في الكبر “الكون بكل مجراته” والخطر الذي يواجهه هذا الكون هو: أن يحدث تحول يجعل جزيء هيجز السوبر يحل محل جزيء هيجز العادي، إذ إن جزيئات ستتحول إلى مادة أكثر استقرارا وتتمدد إلى ما لانهاية مخلفة وراءها، حيثما تمددت، جزيئات مستحلبة داكنه لا أثر للحياة فيها.
من الناحية الفيزيائية التقليدية، كل هذا الكلام عن المادة الهلامية وجزيء هيجز والجزيئات المستحلبة الداكنة لا معنى له، ولا ينسجم مع المنطق العلمي، ومع ذلك فإن علماء الفيزياء الكمية يشغلون أنفسهم به، ويعقدون المؤتمرات العلمية لمناقشته، رغم أنه مجرد افتراضات نظرية. ومما يبعث على الطمأنينة أن هؤلاء العلماء يقولون ان الكون لن يتعرض للتدمير قبل 11 مليار سنة، وإن امكانية تدميره قبل ذلك لا تتعدى واحداً في 169 ألف تريليون، أي أكثر بأربع مرات من فرصة تنازل بيل جيتس عن ثروته لي شخصياً.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى