باريس - اعلن لاعب وسط ريال مدريد الاسباني ومنتخب فرنسا لكرة القدم زين الدين زيدان الخميس على موقعه على شبكة الانترنت اعتزاله اللعب دوليا.
وقال زيدان "اعتقد يجب معرفة اتخاذ قرار الاعتزال في وقت من الاوقات"، مشيرا الى انه "فكر مليا قبل اتخاذ قراره".
وكان مدرب المنتخب ريمون دومينيك اعلن ان زيدان قرر الاعتزال دوليا، ولم يكن الاخير ضمن التشكيلة التي اعلنها المدرب للمباراة الدولية الودية ضد البوسنة في 18 اغسطس الحالي في رين.
مسيرة مظفرة لفتى فرنسا الذهبي
ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من اصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في 23 يونيو عام 1972 في مرسيليا (جنوب)، وهو الخامس في اسرة تضم ثلاثة اشقاء هم جمال وفريد ونور الدين، وشقيقة تدعى ليلى.
وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لاعالة عائلته.
ومنذ نعومة اظافره، كانت الكرة معشوقة زيدان ولا تفارقه ويقول عنه شقيقه فريد: "ضم فريقنا لاعبين جيدين بيد ان زين الدين كان الاكثر موهبة بينهم، وكان من الصعب علينا انتزاع الكرة منه وكان يخيل لنا بأنها كانت ملتصقة بساقيه".
وكان من الطبيعي ان يتردد زيدان الصغير على ملعب فيلودروم لمتابعة مباريات النادي المحلي مرسيليا، وكان مثله الاعلى انذاك نجم لاعب الوسط الاوروغوياني انزو فرانشيسكولي حتى انه سمى ابنه البكر انزو.
بيد ان نادي كان اعطاه فرصته الاولى في الملاعب فوقع عقدا معه عام 1988.
وتابع الوالد خطوات ابنه الاولى في عالم الكرة وكان يصطحبه الى الملعب ويقول عنه: "كان يملك ساقين من ذهب ويتفوق على اترابه حتى انني كنت مضطرا الى ابراز بطاقة الهوية لتأكيد سنه".
وبدأت موهبة زيدان تظهر تدريجيا وفي احد الايام لمحه احد كشافي نادي كان ويدعى جان فارو وقال الاخير: "عرفت من اللحظة الاولى بأنني امام لاعب كبير له مستقبل باهر"ن فاستدعي زيدان الى تجربة دامت ثلاثة ايام انتهت بتوقيع عقد لمدة اربع سنوات.
وخاض زيدان اول مباراة له في الدوري الفرنسي عندما دخل احتياطيا في الدقائق الاخيرة من المباراة ضد نانت وبالتحديد في 20 مايو 1989 قبل ان يبلغ السابعة عشرة بشهر واحد.
اما هدفه الاول فسجله بطريقة قوسية في مرمى نانت ايضا في الموسم التالي فاهداه رئيس النادي سيارة.
وكان لا بد ان تتهافت عليه اندية المقدمة في فرنسا فتعاقد مع بوردو بطلب من مدربه انذاك رولان كوربيس.
وانضم زيدان في بوردو الى صديقيه بيكسنتي ليزاراتزو وكريستوف دوغاري، ونجح في موسمه الاول بتسجيل 12 هدفا وزادت ثقته بنفسه. ويعترف زيدان بان شهرته الفعلية "بدأت في بوردو".
ونال زيدان فرصته الدولية عندما اصيب يوري دجوركاييف قبيل المباراة الودية مع تشيكيا في 17 اغسطس عام 1994، وشاءت الصدف ان تكون المباراة في بوردو.
وتقدم المنتخب التشيكي 2-صفر في نهاية الشوط الاول وكان زيدان على مقاعد الاحتياطيين، وفي منتصف الثاني طلب منه المدرب ايميه جاكيه ان يدخل الى الملعب مكان كورنتان مارتينز في الدقيقة 63.
ولحظة دخوله الملعب، بدا زيدان مصمما على فرض نفسه لكنه كان متخوفا ايضا من الفشل وعدم الظهور على قدر المسؤولية الملقاة عليه.
وبعد ان مرر الكرة خطأ ثلاث مرات علا صفير الاستهجان في المدرجات، لكنه انقلب تصفيقا حادا عندما سار زيدان بالكرة واطلقها من 25 بقوة لتعانق شباك الحارس التشيكي قبل خمس دقائق على نهاية المباراة.
ولم يكتف بهذا القدر بل ادرك التعادل عندما تطاول برأسه لكرة واودعها الشباك والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة.
وبدأ زيدان يلفت انظار الاندية الاوروبية العريقة وبعد ان قاد بوردو الى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي عام 1996 التي خسرها امام بايرن ميونيخ الالماني ضمه نادي يوفنتوس الايطالي الى صفوفه مقابل 6 ملايين دولار.
وشارك زيدان في صفوف منتخب بلاده في كأس الامم الاوروبية في العام ذاته لكن الاصابة التي تعرض لها في ظهره في حادث سير قبيل انطلاق البطولة اثرت سلبا على ادائه فلم يكن في قمة مستواه، وقد خسرت فرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح.
ولم يتأقلم زيدان بسرعة في صفوف يوفنتوس فواجه موجة انتقادات عنيفة من الصحف المحلية قبل ان يفرض نفسه احد افضل نجوم الدوري الايطالي في اواخر التسعينات ليسير على خطى مواطنه ميشال بلاتيني ايضا الذي حاز القابا عدة مع فريق "السيدة العجوز".
وما لبث ان انتقل زيدان الى ريال مدريد الاسباني العريق مقابل مبلغ قياسي ناهز الـ60 مليون دولار فاحرز في صفوفه بطولة اسبانيا عام 2003 ودوري ابطال اوروبا عام 2002 بتسجيله هدف الفوز 2-1 في مرمى باير ليفركوزن الالماني.
وكان زيدان على موعد مع المجد في مونديال فرنسا 98، فبعد بداية عادية جدا في المباراة الاولى ضد جنوب افريقيا، طرد في المباراة الثانية ضد السعودية واوقفه الاتحاد الدولي مباراتين فظن الجميع ان المنتخب الفرنسي فقد ورقة رابحة لكن اللاعبين نجحوا في اختبارهم في الدور الثاني ضد البارغواي وفازوا بهدف ذهبي للمدافع لوران بلان فتنفس زيدان الصعداء.
وساهم زيدان في بلوغ منتخب بلاده في بلوغ المباراة النهائية التي جمعته مع البرازيل.
وفي النهائي على ملعب سان دوني في ضاحية باريس، فرض زيدان نفسه نجما للمباراة من دون منازع وسجل الهدفين الاولين اللذين وضعا فرنسا على الطريق الصحيح لاحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل ان يسجل زميله ايمانويل بوتي الهدف الثالث في الدقيقة الاخيرة.
وساهم تألقه في المباراة النهائية تحديدا في تتويجه افضل لاعب في اوروبا التي تمنحه سنويا مجلة فرانس فوتبول.
ولم يكتف زيدان باللقب العالمي بل اضاف اليه اللقب الاوروبي بعد سنتين عندما ساهم بفوز منتخب الديوك على ايطاليا في نهائي دراماتيكي انتهى في مصلحة فرنسا 2-1 بالهدف الذهبي.
وتعرض المنتخب الفرنسي لضربة موجعة قبل بداية مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان اذ اصيب زيدان في ساقه وغاب عن المباراتين الاوليين فخسر فريقه المباراة الافتتاحية امام السنغال صفر-1، ثم تعادل مع الاوروغواي سلبا، وتحامل زيدان على الامه في المباراةالحاسمة الاخيرة ضد الدنمارك لكنه لم يقو على قيادة المنتخب الى الفوز فكان مصيره الخروج المبكر.
وفي نهائيات امم اوروبا الاخيرة في البرتغال انتشل زيدان فرنسا من الخسارة في مباراتها الافتتاحية ضد انكلترا عندما سجل هدفين في الوقت بدل الضائع ليقودها الى الفوز 2-1، ثم اضاف هدفا ثانيا في مرمى سويسرا، لكن المنتخب فقد اللقب بخسارته امام اليونان صفر-1 في ربع النهائي وهي اخر مباراة خاضها "زيزو" في صفوفه.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى