معلم يطبق برنامج الحرية النفسية لعلاج المشكلات التي تواجه الطلاب في الاختبارات
نقلا من صحيفة الوطن السعودية
نجح في علاج حالة طالب يخاف من إغلاق الباب وآخر يكره استذكار دروسه
معلم يطبق برنامج الحرية النفسية لعلاج المشكلات التي تواجه الطلاب في الاختبارات
طبق معلم بنجران تجربة الحرية النفسية " EFT " في علاج مشكلات بعض طلاب مدارس التعليم العام المتعلقة بالجوانب النفسية والاجتماعية والتوتر والقلق خلال فترة الاختبارات الفصلية، حيث أوضح المعلم صالح مداوي آل سالم (خبير معتمد في تقنية الحرية النفسية) أن مفهوم تقنية الحرية النفسية يتلخص في التخلص من المشاعر السلبية والتحرر من سجن الذات لسنوات أو الحزن أو الذكريات المؤلمة والقدرة على التواصل، وتحقيق الأهداف بأبسط الطرق، عبر إعادة تصحيح مسارات الطاقة في الجسم دون وخز بالإبر الصينية أو أدوية الاكتئاب أو غيرها، مشيراً إلى أن التجربة تتطلب التركيز ومعرفة نقاط الربت " النقر بأصابع اليد " على الجسم، حيث يتم تنشيط مسارات الطاقة السطحية.
وقال آل سالم إنه قام بعمل استبيان على 300 طالب في المدرسة التي يعمل بها حول المشاكل التي يعانون منها في فترات الاختبارات، وكانت النتائج تبين أن 95% منهم يعانون من صعوبة الحفظ ، و75% يعانون من الارتباك أثناء تأدية الاختبار، و45 % يعانون من فقد المعلومة أثناء الاختبار رغم مذاكرتهم الجيدة واسترجاع المعلومة بعد الخروج من القاعة، فنفذ لهم برنامجا تدريبيا عن الاستذكار ومشاكل الاختبار للعمل على تهيئتهم لمرحلة التقويم، من خلال توضيح قاعدة الفهم وتطبيقها وتركيب الدماغ والخلايا العصبية، وأهم عشر عادات تدمر الدماغ، وأنواع الذاكرة وهي الحسية وقصيرة المدى وطويلة المدى ، والذاكرة المشتتة وقوة الذاكرة ومقارنتها بالرسائل السلبية الموجهة إليها وآليات التذكر ، وأهمية فترات الراحة أثناء الاستذكار وتنشيط الذاكرة، والتنفس وأهميته في التركيز وتخفيف التوتر، وأثر التوتر على الخلايا العصبية، ونقل المعلومات وفقدها، وتطبيق عملي لاستعادة المعلومة داخل قاعة الاختبار.
وأكد المعلم أن التوتر من الأسباب الرئيسية في ضياع وفقدان الطالب للمعلومات، داعيا إلى التنظيم الجيد والخصوصية وفترات الراحة فكل 55 دقيقة مذاكرة تحتاج من 5 إلى 10 دقائق من الراحة، وابتعاد الأسر عن ممارسة الضغوط على المتعلمين خلال فترات الاختبار وأهمية الإفطار للطالب، وعدم الإكثار من السكريات، وكذلك الحضور المبكر للجنة، وتجنب المحادثات الجانبية، مشيرا إلى الدور التربوي للمعلمين من خلال الهدوء داخل قاعات الاختبار وعدم استعجال وإرباك الطلاب.
ونصح المعلم الطلاب بتطبيق التنفس الاسترخائي عند الإحساس بالتوتر أو فقدان المعلومة من خلال عملية شهيق عميق من الأنف أربع عدات، وحبس النفس عدتين، وزفير بطيء من الفم من 6 إلى 8 عدات، بحيث تكرر هذه العملية من 4 إلى 5 مرات، وعدم مراجعة ما فات من الاختبارات، لأن البعض يتأثر من نتائجه السابقة فتؤثر على نشاطه وتهيئته للاختبار اللاحق.
وقال آل سالم إنه قام بعلاج بعض الحالات المتعلقة بالاختبارات ومنها حالة طالب كان يشعر بخوف شديد من الاختبارات وبعد الجلوس معه تبين أن سبب المشكلة تعرضه لموقف قوي ورهبة قبل أحد الاختبارات منذ سنوات ماضية، حيث ارتبط هذا الموقف معه، حتى بدأ يتكرر خلال فترات التقويم، وتم تطبيق الحرية النفسية على هذا الموقف، وتم التغلب على سبب المشكلة، وعاد الطالب إلى الوضع الطبيعي.
وأضاف "من الحالات التي استطعت التعرف على أسبابها وعلاجها حالة خوف طالب من الأماكن المغلقة وغياب متكرر من المدرسة، حيث لاحظ المرشد الطلابي بمدرسة ابتدائية والمعلمون وجود طالب لا يسمح لأي شخص بإغلاق باب الفصل، وكثرة غيابه بدون عذر، وتبين بعد تطبيق البرنامج أن أسباب المشكلة تعود قبل سنوات عندما تعرض الطالب لعارض صحي ونقله والده للمستشفى، وتمت معالجته داخل غرفة بعد أن أخرج الطبيب والده من غرفة العلاج، وتم إغلاق الباب، فأصيب بحالة بكاء شديدة، فقمت بعمل ثلاث جلسات بعد موافقة ولي الأمر ومدير المدرسة، وكانت الجلسة الأولى تعارف وتواصل مع الطفل والاطلاع على المشكلة على لسانه، وزرع جانب الثقة بيننا، ومعرفة المواقف القوية في المشكلة، والجلسة الثانية تم تطبيق الحرية النفسية على الخوف من إغلاق الباب، من خلال مسح الموقف الصدمي السابق الذي حصل بالمستشفى، وذلك بربت على مناطق معينة في الجسم لتنشيط مسارات الطاقة، مع زعزعة الموقف في عقله، وكانت الجملة الأساسية بالرغم من أني خفت في غرفة المستشفى إلا أني أثق في نفسي كثيرا ، وبما أن عمره صغير استبدلنا الجملة الأخيرة بكلمة "أنا رجل"، وبعد نصف ساعة استطاع أن يصل إلى إغلاق الباب بشكل جزئي، والسبب أننا طبقنا على سبب المشكلة، وفي الجلسة الثالثة فوجئت بأن الطالب متحمس للجلسة بشكل كبير، فجلسنا مع المرشد، وأغلق الباب بشكل جزئي. حينها خرج المرشد، واستمررنا في التطبيق لمدة 20 دقيقة، ولاحظت أن مقياس الخوف بدأ ينخفض مع كل جولة نطبقها، مع استمرار الربت على مناطق الطاقة، وتغيير الجملة حسب الموقف. حينها قام وأغلق الباب أمامي وهو يبتسم، حيث أصبحت النتائج إغلاق باب الفصل لم يعد مشكلة بالنسبة للطالب، ولم يتغيب من المدرسة من يومها".
وأشار آل سالم إلى حالة طالب يكره استذكار دروسه قبل سنة ونصف حيث وجه إليه أحد المعلمين كلمة أضحكت الطلاب عليه، وكان لها أثر كبير ، فكره الطالب هذا المعلم، وكلما فتح كتاب للمراجعة استرجع كلمة المعلم، فيغلق الكتاب، كما أنه نتج عن ذلك كره للمعلم خاصة والمعلمين عامة.
وأشار إلى حالة أخرى لطالب مبتعث إلى أمريكا للدراسة يشعر بالحرج أمام زملائه نتيجة غلطة بسيطة، وحالات أخرى كالخوف من الطيران والأماكن المرتفعة والتحرشات الجنسية والإدمان الغذائي والمواقف الأليمة وفقد الأعزاء والتلعثم ومواجهة الجمهور.