الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
الحب الذي تنمحي فيه شخصية الفرد ماذا يعد ياترى ؟ أيها القارىء اللبيب يجب عليك
التمعن في ما أقوله لك ، الحب المذكور يعتبر عشق صورة ، و يعتبره البعض حب من
طرف واحد ، لكن القول الأول أصح ،
الذي تنمحي شخصيته في شخصية غيره ، أيعتبر موقفه حبا ، كلا و رب الكعبة إنما هو
عشق ضار مضر في الدنيا و الآخرة . النظرة التي تجرتك لهذه المشاكل هي سهم
مسموم من سهام إبليس عليه لعنة الله . ألا تعرف إبليس هو الذي عرى أبوينا في الجنة
ليظهر عوراتهما . إنه عدوا . لماذا يتمكن منك لأنه وجد قلبا فارغا من التوحيد و محبة الله
تعالى . و جد قلبا لاهيا غافلا عن ذكر الله لذلك تمكن العشق منك أي تمكن .
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لـ ............ـهم العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه .......... و إنما يصرع المجنون في الحين.
أيها الأخ الفاضل داؤك عضال قتال فسارع إلى مداواته ، و إلا جرى لك ماجرى لقيس
مجنون ليلى و دواؤك ينقسم إلى قسمين : علمي و عملي .
أما العلمي
فيجب أن تعرف أن قلبك فارغا من نوحيد الله تعالى ، لأن القلب الممتليء بمحبة الله
تعالى ، لا يجد مكانا لهذا السراب . قال الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ............. فصادف قلبا خاليا فتمكنا .
و يجب ان تعرف أن الحقيقة في الرجال واحدة ، إنما تختلف العقول ، كما أن الحقيقة في
النساء واحدة ، و إنما تختلف العقول .
و يجب أن تعرف أن هذا الذي جننت بحبه و عشقت صورته لحسنها ، اما فتشت عن
قبائحه و سوف تجدها لا تعد و لا تحصى و قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ............. كما أن عين السخط تبدي المساويا .
أما العملي :
فيجب عليك إعمار قلبك بالتوحيد ، و التضرع لله في السجود بأن يرفع عنك هذا البلاء ، و
يستبدله بمحبته .
الإكثار من الطاعات ، و الإكثار من قراءة القرآن و التدبر في آيات الله ، و التدبر في قصة
يوسف المخلص لله نعالى .
الاكثار من هذا الدعاء الذي رواه النسائي و الحاكم : " اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على
الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم و أسألك
خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الإخلاص في الرضا و الغضب و أسألك
القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و أسألك قرة عين لا تنقطع و أسألك
الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق
إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة
مهتدين " .
تدبر قوله صلى الله عليه و سلم : " و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك "
إنها منزلة السائرين إلى دروب السلامة .
ما فعلته في نفسك من أجل محبوبك يعد انهيار تام ، أهذا حب العفة و الرحمة ؟؟؟؟ .
إذا كنت خالصا لله مخلصا له فسوف يصرف عنك هذا البلاء . كما أخرج يوسف عليه
السلام من فتنة صاحبة امرأة العزيز . قال الله تعالى : " كذلك لنصرف عنه السوء
والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين (24) " سورة يوسف .