استراتيجية للتربية
--------------------------
يقول أحد الأدباء: قبل الزواج كان عندي ست نظريات في تربية الأطفال و الآن أصبح عندي ست أطفال و ليس عندي نظريات لهم!
التربية الصحيحة تبدأ قبل الزواج حيث يضع الوالدين استراتيجة للتربية و الخطأ الشائع هو أنه بعد أن يصبح الطفل في سن الرابعة أو الخامسة أي بعد أن تتشكل شخصيته و قيمه و مفاهيمه نتشكى من تمرده و سلوكه غير الصحيح .
يجب على الأبوين وضع خطة للتربية تراعي التالي:
1- هناك معايير ثابتة يجب أن لا تتغير في الأسرة مثل النظافة و احترام النظام و التقيد بالعهد الاجتماعي أي لا يحاول الطفل الإتيان بالمحرمات الاجتماعية و إذا اخطأ نقوم له خطأه
2- ثوابت الدين لا يجب المساس بها أمام الطفل فإذا أردنا طفلا صانعا للنهضة يجب أن نجعله يعتز بهويته و هويته تكمن أصلا في الدين كأن نشرح له معنى الوحدانية حسب درجة استيعابه و نحدثه عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و ما تكبده من عناء في سبيل إعلاء كلمة الله . و نؤكد له أن الصلاة هي عماد الدين و يجب عليه أداؤها كما نؤكد للفتاة أن الحجاب ليس موضوع مفاصلة و نقاش و أن الفرض ارتداؤه بدون نقاش
3- كما أن العنف مرفوض لذا يجب أن يسود الحوار و تبادل وجهات النظر بين الأبوين و الأولاد في جو من الاحترام و هذا لا يعني الحرية المفرطة التي نراها في بعض الأسر العربية و لا نحتاج إلى القمع المطلق كما نرى في أسر أخرى لأنه بدعوى الحرية الشخصية تداس كل المفاهيم ثم عندما يكبر الأولاد نحصل على وحوش متمردة أطلقت من عقالها و بالقمع نحصل على جيل خانع مستسلم يقاد و لا يقود
4- يجب أ تكون أيديولوجية المربين واحدة ومفاهيمهم متوافقة بينما نرى في بعض الأحيان أن التربية يتدخل فيها الأبوان و الجدان و الأعمام و الأخوال و ربما أصدقاء العائلة و في حالة اقتصارها على الأبوين نرى تضاربا في ا لأوامر جهة تمنع و أخرى تسمح جهة تضرب و تؤذي و الأخرى تصل بالأولاد إلى حد الميوعة و الانحلال
5- سلوك الأبوين يجب أن يتوافق مع شعاراتهما و هذا يعني أنه عندما نقول للطفل لا تكذب يجب أن نصون ألسنتنا و تصرفاتنا عن الكذب و توابعه و على هذا المثال نقيس بقية المفاهيم
6- يجب أن يعرف الأولاد الوضع الاقتصادي للعائلة بشكل واضح و أن نشرح لهم الإمكانيات التي يستطيعون التحرك من خلالها و بناء عليه فإن إخفاء الوضع المالي لأنهم لا يدركون مصاعب الكبار تعطيهم صورة غير حقيقة عن الحياة و عندما يصبحون في سن الرشد قد يصدمون و قد تكون ردود أفعالهم إزاء الأمور غير واقعية أو غير مجدية
7- الإنفاق غير المقنن من جهة أخرى خطأ يرتكبه الأهل و نلاحظ هنا الهدايا و المصروفات غير اللازمة التي تفسد الطفل و تجعله لا يقدر قيمة المال و قيمة التعب الذي أنفق في سبيل الحصول عليه.لذلك يجب أن تكون الهدية أو المنحة مقابل شيء حسن فعله الطفل أو حتى اليافع و ليس سرفا بلا داعي
هذه بعض استراتجيات تتخذ في عملية التربية و يجب أن توضع برأيي قبل إنجاب الأطفال و قد يضيف عليها الآباء بنودا و قد يحذفون بنودا حسب الرؤية التي يتبناها الأهل و حسب المستقبل الذي يخططونه لأطفالهم