أنت خجول.. والكثيرون أيضاً
هو شعور بالذنب، أو خوف زائد من مواجهة الناس، أو من عدم قبولهم
أنت خجول.. والكثيرون أيضاً
* مميزات الخجل الصحي.
* متى يصبح الخجل صفة سلبية.
* كيف تساعد نفسك للتخلص من الخجل؟
يعرف العلماء الخجل بأنه:
* هو شعور بالذنب، أو خوف زائد من مواجهة الناس، أو من عدم قبولهم.
وفي رأي بعض العلماء أن للخجل أسباباً وراثية، إلا أن معظم أدلة البحوث تثبت أنه صفة مكتسبة.
ويمـكــن تقســيم الأشخــاص الخــجــولــين إلى عــدة أنــواع: فــمنهم أشخاص غير قادرين على أن يتعلموا المهارات الاجتماعية.
وآخرون استطاعوا أن يتعلموها، ولكنهم غير قادرين على أن يطبقوها عملياً، بسبب القلق الذي يصيبهم في موقف معين. وآخرون تعلموها، وأصبحوا يمارسونها بشكل كامل، إلا أنهم مازالوا يشعرون بالخجل داخلياً.
أما المهم، فهو ألا ندع مشاعر الخجل تصل عندنا إلى درجة أن تسبب لنا معوقات في العمل، أو الدراسة، أو حسن التكيف مع الظروف المحيطة، أو تعطلنا عن الاختلاط الصحي بالآخرين. أو أن تعرقل بذل خدماتنا الاجتماعية والإنسانية.
كذلك، لا يجب أن يمنعنا الخجل عن المطالبة بحقوقنا بهدوء وذكاء، وبتأكيد لشخصيتنا، بدون أن نتعدى على حقوق الآخرين، ومكانتهم.
الظروف الخاصة والخجل:
وقد تجعل الظروف الخاصة الشخص خجولاً، مثل مروره بمرحلة المراهقة، وما يصاحبها من تغييرات في النمو.
وقــد يــصاب الشخــص بمرض جلدي ظاهر، أو بتشوه جسماني، أو قد يتعرض لإيذاء بدني، أو لسخرية الآخرين في طفولته.
أو قد يعتبر الشخص أن نوع تعليمه متدنياً عن أقرانه، أو أن مهنته ليست من الدرجة الأولى.
أو قد يعاني الشخص من نقــص في القــدرات الماليــة، أو قــد يوجــد في بيئة أقل من مكانته علمياً، أو اجتماعياً، بدرجة كبيرة.
للخجل مميزاته:
فإذا كنت تشعـــر بالخجـــل من بعض نقــاط ضعيفة في حياتك، فتذكر دائماً أن لخجلك هذا مميزات، مثل:
- أن الخجـــل يقوم بعملية تعادل لرغبتنا في الاندفاع لأخذ الحقوق، وفي الدفاع عن النفس، وفي العدوان على الآخرين.
- يحد الخجل من اختلاطنا الزائــد بالناس،فيدفعنــا في التفكير في اختيار صداقاتنا قبل عقدها.
- غالباً ما يكون الخجول - في نظر الناس، جاداً، وصادقاً، وموثوقاً فيه.
- عــادة ما يجذب الخجول الناس بتواضعه، ورقته، إذ يبدو لهم أنه شخص واقعي.
- يحب الخجول الصمت أكثر من الكلام، مما يجعله يستطيع أن يستمع إلى الآخرين، وينصت لهم أكثر، فتزيد كفاءته في إنشاء علاقات عميقة بالآخرين.
- لا يتصف الخجول بالتسرع، بل أنه يتميز بالتروي، والتبصر والرأي الثاقب.
- في بعض الأحيــان مـا يكــون الخــجل عامـلاً للتركيز في الأعمال، لأنه قد يزيد من القدرات الدراسية، والعلمية، والعقلية.
- يحد الخجل كثيراً من الإقدام على ارتكاب الخطأ. فالخجل من الله عز وجل، يمنعنا من ارتكاب الخطيئة. والخجل من الناس يمنعنا من القيام بأفعال غير أخلاقية.
- الخجل، مفيد لروح الإنسان، إذ يعطيه عمقاً داخلياً.ولكن للخجل عيوبه أيضاً:
يكون الشخص الخجول حساساً، رقيق المشاعر، ذا ضمير متيقظ، واسع الخيال. ولكنه قد يتخيل نتائج سلبية للموقف الذي يخجله، أو يتصور أحداثاً مخجلة قد تتبعه.. مع أنها لا تحدث في الواقع أبداً.
فهو يتساءل في نفسه باستمرار:- هل سوف يهزأ الناس بي، عندما أقيم حواراً معهم؟
- هل سوف اثبت وجودي في المناسبة؟... الخ.
* الخـجل، يوقــف ويعطــل الإقــدام عــلــى المحــاولــة الجــديــدة، أو استغلال الإمكانيات الشخصية، مثل أن يتراجع الشاب عن مصارحة من يجلها ويرتاح إليها، بنيته على الإقدام، على خطبتها، بافتراض أنها سوف لا توافق على الارتباط به.
* يزيد الشعور بالوحدة، إذ لا يستطيع الخجول أن يقيم علاقة اجتماعية وثيقة بسهولة. فإن الخجل في حد ذاته، يعتبر نوعاً من الانشغال الزائد بالنفس، وبمشكلاتها، مما يضعف الطاقة اللازمة عند الخجول لإقامة وتوطيد علاقاته الاجتماعية، والإنسانية بالآخرين.
* يحاول الخجول أن يرضي الناس باستمرار، وبدرجة زائدة، ولذلك فهو لا يعبر بصدق عن مشاعره، حتى وإن شعر بالغضب، خشية عدم استحسانهم. وهنا قد يرتدي الخجول قناعاً، ويحاول التكلف، لكي ينال مديح الآخرين ورضاهم. فيكون هذا على حساب تميزه وتفرده كشخص. ويصبح الرأي الآخر أهم من حكمه الذاتي على نفسه، فيقوده ذلك إلى المزيد من عدم الثقة بنفسه. لأن تخيله أن رأي الآخرين سيكون سلبياً، أو سيئاً، يجعله يكوِّن فكرة سلبية عن نفسه.
* عادة ما لا يُقدم الخجول على المواجهة حتى ولو كانت نافعة، وكذلك فإنه يترك حقوقه مهدرة، كما لا يتجرأ على اتخاذ المواقف الحاسمة، مما يعقد أمور حياته، ويتركها بلا حلول.
فكيف تقتلع جذور الخجل السلبي في نفسك؟
* ثق، في أنك قادر على إجراء التغيير المطلوب. فإن ثقتك بنفسك وثقتك في قدراتك تزيد من شجاعتك، وتزيد من تمكنك من زرع محاولة التخلص من الخجل الزائد، أو المرضي في نفسك.
* ثق، في أنك محبوب عند الله - عز وجل - والتجئ إليه، فيزيد رضاك عن نفسك. واطلب معونته، فإنه تعالى مصدر تشجيع وطمأنينة النفس.
* انزع عنك مخاوفك، فإن العلماء يرون أنه في حالة فزع الإنسان، فإنه يتوقع الأسوأ، ولكنه لا يراه يحدث أبداً.
والواقع أن للخوف حدوداً، ينتهي عندها. فإن كنت تخاف من الامتحـانات، أو مــن المقابــلات الشخصية للحصول على وظيفة، فإن مخاوفك تزول بعد عدة دقائق من بدء الموقف واقعياً.
وعنـدما ننـجو من خبــرة الخــوف المفــزع، فإننا نتعلـم ألا نخاف في المرة المماثلة القادمة، بكل هذا القدر الضار من الخوف.
ساعد نفسك:
من العوامل المساعدة لك على طريق تنفيذ خطتك:
- تذكر أنك لســت الــوحيد في هـذا العالم الـذي يعاني من مشكلة الخجل.
- حاول أن تعرف، وتفهم كيف تسرب إليك هذا الخجل، وما الدرجة أو الشكل الذي توصلت إليه فيه.
- اطرح على نفسـك الأسئلــة التاليــة، وتوصل إلى إجاباتها، فتفهم مشكلتك:
* ما هو الأمر الذي يزعجك بالتحديد؟
* هــل تشـعر بعــدم الـسرور في جمـيع الـمواقــف الاجتماعية، أو في بعضها فقط؟ وما هي؟
* هل تشعر بأن جميع الناس ينظرون إليك طوال الوقت؟
* هل تعرف أحياناً ما ستقول، وأحياناً أخرى يُرتج عليك؟
* هل تشعر بسخرية الناس منك كثيراً، حتى أصبحت تظن نفسك جاهلاً، أو أنهم يجهلونك؟
* فكّر في برنامج لمساعدة نفسك، وذلك بأن تبدأ الخطو ببطء وبالتدريج نحو المشاركة في المجتمع، مع زيادة تواجدك وتعاملاتك مع الناس.
* لا تبالغ في تقدير قيمة الآخرين، مع بخس قيمة نفسك.
* فكّر جدياً في أنك أفضل مما تظن في نفسك، إلى أن تصل إلى درجة الثقة في ذلك تماماً.
* فكّر دائماً في مميزاتك، ولا تدمن التركيز على عيوبك ونقائصك.
* اقتنع بأنه لا يوجد إنسان بلا نقاط ضعف، ومن الذكاء أن تركز على الجوانب القوية في شخصيتك لكي تبرزها.
* تقبَّل شكلك، وملامحك، وظروفك العائلية، والمالية، حوِّل خجلك منها إلى عمل تفخر به.
* ابحث بداخلك عن الطاقات والمواهب التي منحك الله إياها، وادرسها لكي تعرف كيف تستثمرها بنجاح.
* ركّز على المجال الذي تتفوق فيه، لكي تلمع فيه، فيعوضك عن القصور في المجالات الأخرى.
* لا تستعجل النتائج، ولا تيأس سريعاً، فإن الأمر يتطلب وقتاً وجهداً، لكي تتغلب على مشكلتك..
فكن صبوراً، مع جديتك في المحاولة.