كثرة الزلازل في آخر الزمان
د / خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهرت، ومازالت مستمرة بل هي في ازدياد: كثرة الزلازل، إذ لا يمر أسبوع إلا ونسمع بحدوث زلزال أو أكثر، وهذه الزلازل التي تقع منها ما هو شديد جداً، بحيث يدمِّر مدناً كاملة، كما حدث في المغرب، ومنها ما يدمر قرى كثيرة، كما حصل في بلاد فارس، كما أن هذه الزلازل منها ما يكون مداه طويلاً يشمل عدة دول، ومنها ما هو قاصر، والله تعالى هو الحامي والحافظ.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة،.. وتكثر الزلازل.. " الحديث بطوله، رواه البخاري، ورواه مسلم أوله (1).
وقد ظهرت زلازل عظام اعتنى بنقلها أهلُ التواريخ، أما الصغيرة فلم تذكر، ونحن نسمع كل أسبوع منها الكثير، ولعل ما يأتي أكبر مما حصل فيما مضى، وكل زلزال هو أكبر من سابقه، حتى إذا اقترب الزمان من نهايته كثرت الزلازل، وعظمت لتكون النهاية والله تعالى أعلم.
وهذا ما عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنوات الزلازل.
صورة لآثار زلزال مدير حدث مؤخراً
فعن سلمة بن نُفيل السكّوني رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال قائل: يا رسول الله، هل أُتيت بطعام من السماء؟ الحديث بطوله، وفي آخره، فقال صلى الله عليه وسلم: " ... وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل" رواه أحمد والدارمي والطبراني والبزار وأبو يعلى، برجال ثقات، وصححه ابن حبان والحاكم وأقره الذهبي(2).
وكلما اقترب الزمان كثرت الزلازل، وازدادت، فإذا نزلت الخلافة في آخر الزمان بلاد الشام، ازدادت وكثرت حتى تكون الساعة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في القسم الثالث.
فعن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا... الحديث، وفي آخره: ثم وضع يده على رأسي ـ أو على هامتي، ثم قال: " يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك" رواه أحمد وأبو داود والبخاري والفسوي في تاريخيهما، والحاكم وصححه وأقره الذهبي(3).
المصدر: منقولعن كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
الهوامش:
1 - صحيح البخاري: كتاب الفتن : باب خروج النار. وصحيح مسلم: كتاب الفتن :باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما رقم (17).
2 - مسند أحمد (4: 104) وسنن الدارمي (1: 32) والمعجم الكبير(7: 59) ومسند الشاميين(1: 396ـ 397) وكشف الأستار (3: 140) ومسند أبي يعلى (12: 270ـ 271) والمستدرك (4: 447) وصحيح ابن حبان (5: 180) ومجمع الزوائد (7: 306).
3 - مسند أحمد (5: 288) وسنن أبي داود : كتاب الجهاد: باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة، رقم (2535) والتاريخ الكبير (8: 436ـ 437) والمعرفة والتاريخ (1: 266ـ 267) والمستدرك (4: 425) ومسند الشاميين (3: 173ـ 174) وقد روى آخرون أول الحديث. وسيأتي ذكره في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.