كل واحد منا يمر بلحظات حرجة في حياته، يتساوى في ذلك المشهور والمغمور، والمعسر والميسور، فاللحظات الحرجة من بين الأشياء القليلة التي يتساوى فيها الناس أمام قانون الحياة.
وتقول الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، إن أحرج لحظة مرت بها كانت في الكويت، عندما اضطرت للضحك بصوت عال في حفلة أقامتها على متن يختها الخاص في أوائل الثمانينات. وفي الحفل الذي دعت إليه نخبة المجتمع الكويتي والسلك الديبلوماسي كانت الملكة في كامل أناقتها وهيبتها، وكانت الهيبة والبروتوكول ينسحبان على الحفل بأكمله، إلا على الصحافيين الذين كانوا ينتظرون مناسبة لتحطيم حاجز الجدية. وجاءت المناسبة عندما اقتربت الملكة من شلتهم، وبدأت الحديث بالقول: “الطقس جميل اليوم” فرد أحدهم على الفور: “لن يكون كذلك عندما تغادرينا يا صاحبة الجلالة”، وضحكت الملكة بصوت عال لفت نظر الجميع، مما اضطرها إلى الانسحاب من الحفل لحظات استعادت فيها هدوءها وسمعت من مدير البروتوكول ما يفيد أن هذا التصرف لا يليق بملكة بريطانيا.
وأصعب موقف مر به الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان لم يكن أثناء فترة وجوده في البيت الأبيض، وإنما قبل ذلك بسنوات طويلة، عندما كان مجرد ممثل مغمور. كان ريجان يشارك في تمثيل فيلم (وقت النوم لبونزو) وكان يشارك في التمثيل شمبانزي مدرب يبدو ان الود كان مفقوداً بينه وبين الرئيس الأمريكي المقبل، أو ان الشمبانزي لم يكن يتصور أن هذا الممثل المغمور سيصبح رئيساً مقبلاً للولايات المتحدة. وقبل بدء تصوير إحدى اللقطات، حاول ريجان مداعبة الشمبانزي لكي يأنس إليه، ويؤدي المشهد بشكل جيد، فما كان من الشمبانزي إلا أن أمسك ريجان من ربطة عنقه وشدها بقوة حتى كاد يخنقه، وصرخ ريجان بجزع وهو غير قادر على التقاط أنفاسه، قفز مدرب الشمبانزي قفز بسرعة وهو يحمل المقص، وقطع ربطة عنق ريجان، وأبقى الجزء الأكبر منها في يد الشمبانزي، وجزءاً صغيراً مربوطاً في رقبة ريجان.
وتقول السيناتور هيلاري كلينتون في مذكراتها “معايشة التاريخ”: إن أحرج اللحظات في حياتها كانت عندما قالت لها مستشارتها الصحافية ان واشنطن تتحدث عن علاقة بين زوجها وبين متدربة في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي، وتقول هيلاري: “شعرت بأن كل الأضواء تتكسر من حولي، وجحظت عيناي، وألقيت بزجاجة كنت أحملها بيدي من وراء ظهري. وعندما التقيت ببيل كلينتون شاهد جانبا آخر من شخصيتي لم يكن سعيدا لمشاهدته”.
ويروي لاري كينج، الذي يقدم برنامجاً من أنجح البرامج الحوارية في التلفزيون الأمريكي أنه نام على الهواء مباشرة، أثناء مقابلة أجراها مع الجنرال الكسندر هيج، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، فقد بدأ هيج يتحدث بشكل مطول، وبصوت روتيني ممل، ولم يكن يسمح للاري كينج بمقاطعته، فكانت النتيجة ان نعس مقدم البرنامج ونام. والطريف ان الكسندر هيج لم يشعر بالإهانة بسبب ذلك، وإنما قال لمخرج البرنامج “ان لاري يتعب كثيراً في عمله، ومن الأفضل لكم توفير المزيد من الراحة له”.
ويقول توني كيرتس ان أحرج المواقف في حياته كان عندما قالت له سيدة إنها تفضل الحصول على مجفف للشعر، على الجلوس معه. ويضيف: كان ذلك قبل سنوات طويلة، عندما كنت في أوج شهرتي ومجدي، وقد أجرت إحدى المجلات مسابقة كانت جائزتها الأولى زيارة من جانبي لمنزل العائلة، والجائزة الثانية هي الحصول على مجفف للشعر.. وفازت إحدى العائلات في واشنطن بالجائزة الأولى، فذهبت لزيارتها، وأمضينا وقتاً ممتعاً، ولكنني لاحظت ان الأم غير سعيدة كزوجها وأولادها، فسألتها: أشعر انك متضايقة، فهل يمكن ان أعرف السبب؟ فقالت لي: لم أكن أرغب بالفوز بالجائزة الأولى، وكنت أفضل الفوز بمجفف الشعر.
والمرأة على ما يبدو عملية، فالممثل سيزورها، ويخرج بعد ساعات، أما مجفف الشعر فإنه سيبقى في المنزل.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى