تجنب الضغط النفسي من آجل صحتك
تقسم الأمراض الى قسمين رئيسيين: هما الأمراض الجسمية أو العضوية والأمراض النفسية أوالوظيفية، وقد اختلفت الآراء في تقييم هذه الثنائية والى أي مدى تستثني احداهما الأخرى أوتتبادل التأثير والتفاعل عند الانسان الواحد، والذي نراه أننا لا نستطيع أن نفصل هذين الجانبين أحدهما عن الآخر.
ـ وعلى هذا فإن مراعاة الجانب النفسي والانتباه اليه والتدخل في تفاصيله له دوره العلاجي بل والوقائي أيضا في كثير من الحالات المرضية.
ـ فالمحور النفسي بما يحمله من جوانب وأبعاد محور أصيل في كيان الانسان وله دوره المؤثر سواء كان على المدى القريب أوالبعيد، وأي اغفال لذلك يكون على حساب النتائج المتوخاة من علاج المريض وتقدير مآل المرض.
ـ والملاحظ أن هذا الاغفال قد يكون من جانب الطبيب تشخيصا وعلاجا كما قد يكون من جانب المريض في عدم مراعاة أو ربط هذه العوامل بعضها ببعض في علاقتها بالمرض.
ـ وقد اهتم الطب الحديث اهتماما خاصا بالأمراض الجسمية التي يلعب فيها العامل النفسي دورا خاصا في حصول المرض وتحديد شدته ومساره ومن ثم مآله فأطلقوا تسمية: الأمراض النفسجسمية
ـ كما أطلقوا على ذلك الفرع من الطب النفسي الذي يساهم في ابتكار الطرق المناسبة في علاجها وتخفيف معاناة أصحابها "الطب النفسي الساند" في علاج هذه الأمراض.
وفقا لدراسة جديدة أجريت مؤخرا في جامعة ايموري الأمريكية، فان المحافظة على صحة نفسية جيدة وذهن صاف يعتبر من أهم العوامل الحيوية، إلى جانب الرياضة والغذاء الصحي، للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخصوصا بين النساء اللاتي تجاوزن سن الخامسة والأربعين.
ـ فقد وجد الباحثون بعد متابعة الصحة النفسية لعدد من الأشخاص المصابين بأمراض القلب الوعائية ومزاجهم وحيويتهم وقدرتهم على المشاركة في النشاطات الحياتية، أن نفسياتهم أثرت بصورة مباشرة على حالتهم الصحية.
ومن جانب آخر فقد تبين أن زيادة الضغط النفسي والعاطفي تلعب دورا ملموسا في دفع مرضى القلب إلى حتفهم.
ـ ولاحظ العلماء أن معدلات الوفيات بين مرضى القلب الذين يعانون في الوقت نفسه من ضغوط نفسية وعاطفية تزداد بثلاثة أضعاف عن أقرانهم من نفس المرضى ممن لا يعانون من ضغوط مشابهة.
ـ ومن المعروف على نطاق واسع أن الحالة النفسية المتردية تلعب دورا واضحا في التأثير على الحالة الصحية للأبدان، ولها وقعها القوي عليها.
ـ ومن شأن الضغط النفسي التسبب في تقليص الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم وزيادة عدد ضربات القلب، وبالتالي ارتفاع حاجة القلب للأوكسجين.
ـ ومن نتيجة هذا تعرض عضلة القلب إلى نقص في الدم المتدفق إليها، وهي حالة طبية تعرف باسم "احتباس عضلة القلب".
ـ ويقول متحدث باسم جمعية القلب البريطانية، إن النتائج الأخيرة تضيف إلى الدلائل المتزايدة التي تفيد بأن من يتعرض لضغوط العمل والاكتئاب، ومن هو سريع الغضب، ومن يقلق بسهولة، يكون عرضة أكثر من غيره لأمراض القلب والأوعية الدموية.
ـ ويشير إلى أن هؤلاء الناس يجدون أنفسهم وهم ينجرون إلى الإدمان على عادات سيئة صحيا مثل التدخين والميل إلى تناول الطعام السيئ غير الصحي.