وتستمعينَ إلى شكوايَ
وصوتي ، وصمتي ، وأنيني
و عذابي، وشوقي ، وحنيني .
تحاولين أن تبرري عجزكِ عن استيعابِ معنى الحياة والشوق عندي، وأنت عندي الشوق والحب والحياة .
وترنيمة عشق ، وصلوات متتاليات ، فيها الحنين ، فيها الحنان ، وفيها الشجون . ونداء وشدوٌ يقول لك أنا لم أزل أعشق التراب لأن فيه أثراً لخطوات امرأة أرادت أن تشهد مراسم قتلي .
وتستمتعين بألمي ، تحاولين أن تُؤَوِّلي الحديث ، تتناسين بأنك أنت السبب، عندما ابتدأ الحديث ، وانتهى. وجاء وقت الوجد والألم ليبددني يهدر وجودي ، يحيلني إلى سويعاتِ ذكرى لحب كنتِ تعيشين . ولم أزل .
حب بََّدَّلَ حالي إلى سوداوية لا تعرف النور ، وإلى ذرات لعبت بها الريح فبعثرتها فتطايرت في الطرقات وفي الآفاق ، تنوء بذكرى امرأة خانت عهودي . فهل أخون أنا العهود . وهل أنا يا حبيبتي أخون العهود؟؟.
وتستمتعين بِشَتاتي ،تظنين بأنك خلقت الشتات . وأجزم أنا بأن لكل وقتٍ أذان ، ولكل مقامٍ مقال . وأذاني أسمعه للناس في كل مكان : أنه كانت لي امرأة عشقتها ،فخانت العهود ، و مقالي اكتبه لكل من وعى ، بأن الحب عندي خلودٌ وسُمُوٌ وعهود.
وأنك لا زلت في قلبي ، لا زلت تسكنين العيون ، يسر ي فيك دمي ، وترى عيوني من خلالك عالما" ليس له بدية ، وليس له نهاية . أوله أنتِ ، وليس له آخر لأننا كنا قد تلاشينا في كلانا قبل أن تصادقين على أحكام قتلي .
وأنت الأمل ، يحثني أن أسافر إلى مواقع الشجون ، تطلب بطاقة دخولي ، وبطاقتي مكتوب عليها ، ولأنكِ قتلتني : أحبك .لأنك قتلتني سأعود من بعد التلاشي عبر الرياح ، عبر صرخات الألم ، عبر عويل النساء، عبر الأنين على شكل ورود ملونة صغيرة كل واحدة بلون ، تحركها نسمات ربيعية لا زالت تسكن في كياني الممزق ، تقول لك : أنا هنا في عيون الصبية الصغار ، أحتمل العار ، وأتوق من للإبحار . في أمانٍ وانبهار بعالم أنتِ مداه ، وأنا أردد أحبك
حبك ، فاستمتعي مرة أخرى بذبحي من الوريد ، إلى الوريد . وانزعي الورود ، اسحقي الزهور ، واقبضي على كل نسيمات الربيع . فأنت لم تستطيعي أن تستوعبي الحب فيّ ، لم تستطيعي استيعاب الحنين ، والأنين ، والشجون عندي ، وعند جميع العاشقين . فاهربي من ملاقاتي ، ولن تستطيعي أن تفعلي ، فأنا حبك القديم ، عشقتِ من خلالي كل حب ، ونثرٍ وشعرٍ ، وصلواتٍ وترانيم .
تعالي ، فأنت لا زلت في دمي . حبي القديم .