بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
كيف يعرف العبد إن الله يحبه
هذا من الاُمور المهمّة والصعبة ، فعندنا في الروايات : إذا أردت أن تعرف من أخيك المؤمن أنّه يحبّك ، فارجع إلى قلبك ، فإنّه يحكي عمّـا في قلب صاحبك ، فإذا كنت تحبّه فإنّه يحبّك أيضاً ، فإنّ القلب يهدي إلى القلب ، وأنّ القلوب سواقي ، وإذا شعرت النفرة فإنّ أحدكما أحدث ما لا يرضي الآخر ، وفي مثل هذا المورد عليك أن تسأله عن السبب ، حتّى لا يصل الأمر إلى سوء الظـنّ وسوء التفاهم ، ومن ثمّ التفاقم والقطعيّة ، وغير ذلك من السلبيات التي بنيت على شيء لا أصل له ، هذا مع الناس . يا ترى هل هناك علامة يمكن للإنسان أن يعرف مقداره عند ربّه ، وأنّ الله سبحانه وتعالى يحبّه ، أو يبغضه ، فإنّه عزّ وجلّ مريد وكاره ، محبّ ومبغض ، وربما يحبّ ذات الشيء ، وربما يحبّ صفته ، كما ورد في الخبر الشريف : « إنّ الله يحبّ الكافر السخيّ ، ويبغض المؤمن البخيل » ، ومعلوم إنّما يحبّ صفة السخاء لأ نّه هو السخيّ ، فيحبّ ذلك حتّى من الكافر ، كما إنّه يبغض صفة البخل حتّى من المؤمن الذي يحبّ إيمانه وذاته ، فيكون وليّه ليخرجه من ظلمات الصفات الذميمة إلى نور حسن الأخلاق والسجايا الحميدة ، كما إنّ الطاغوت أولياء الذين كفروا يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، من نور السخاء مثلا على أنّه لا ينفع وأنّ الناس لايستحقّون أن يسخى عليهم ، ولماذا هذا الكرم والجود فإنّه الإسراف والتبذير وما شابه ، فيخرجونهم من نورالسخاء إلى ظلمة البخل ،وهكذا باقي الصفات , فيا ترى هل العبد يمكنه أن يعرف مقامه عند ربّه , عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الأربعمائة ، قال لأمير المؤمنين علي (عليه السلام): " من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله ، فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب ، كذلك منزلته عند الله تبارك وتعالى " فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع ، فمن أطاع الله فإنّه يدلّ ذلك على حبّه ومعرفته ، وإنّ الله يحبّه أيضاً ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) ، فيكون الحبّ بين العبد وربّه متبادلا ، وما أجمل مثل هذا الحبّ والعشق ؟ ! اللهمّ ارزقنا ذلك بحقّ محمّد وآله , وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : "من أحبّ أن يعلم ما له عند الله ، فليعلم ما لله عنده" , قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : "من أحبّ أن يعلم كيف مزلته عند الله ؟ فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإنّ كلّ من خيّر له أمران : أمر الدنيا وأمر الآخرة ، فاختار أمر الآخرة على الدنيا ، فذلك الذي يحبّ الله ، ومن اختار أمر الدنيا ، فذلك الذي لامنزلة لله عنده" , روي أنّ موسى (عليه السلام) قال: "يا ربّ ، أخبرني عن آية رضاك عن عبدك " ، فأوحى الله تعالى إليه : "إذا رأيتني اُهيّئ عبدي لطاعتي ، وأصرفه عن معصيتي ، فذلك آية رضاي " , وفي رواية اُخرى : "إذا رأيت نفسك تحبّ المساكين ، وتبغض الجبّارين ، فذلك آية رضاي"
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى