اكثر من أربعة ملايين مواطن عربي، عشرات الساعات من البث التلفزيوني والتغطية الإعلامية، مظاهرات احتجاجية وهتافات فداء بالروح والدم، تدخل حكومي، اعتراضات واتهامات بالمؤامرة، قضية وطنية عامة...
لا، هذه المعطيات لا تتحدث عن صحوة شعب عربي قام يطالب بالحرية والديمقراطية مطالبا بحقه في ممارسة السيادة والمشاركة في صنع مستقبله، وليست متعلقة بمظاهر تضامنية مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والقمع والإبادة والتمييز العنصري، كما أنها غير ذات صلة بالعراق وما يحدث هناك من سرقة مقدرات أمة وانتهاك كرامتها بل عفتها وإثارة للفتنة والطائفية، وبالتأكيد بعيد عن التطهير العرقي الجاري في البوسنة والهرسك والشيشان وغيرها، أما إن اعتقدت أن ذلك مرتبط بالمطالبة الشعبية بالارتقاء بمستوى التعليم والرفاه ومكافحة البطالة والجهل والفقر والمرض فأنت مخطئ بلا شك.
ماذا تتوقع من سكان عاصمة عربية عندما يستفيقون فجرا على أصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية وهي تخترق جدار الصوت مرارا ثم يعانون في نفس اليوم من انقطاع التيار الكهربائي لتسع ساعات، وينتهي يومهم بزوارق حربية إسرائيلية توجه اضواء كشافاتها نحو شواطئهم وشوارعهم، ناهيك عن اعضائهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن انتظر ان يمر ذلك اليوم كغيره من الأيام فوجئ بمواطنين لبنانيين- فخورين بلبنانيتهم-يخرجون غاضبين بمظاهرة احتجاجية على خروج ملحم الزين المتسابق اللبناني من مسابقة الأغنية العربية.
ياللهول !! عندما يعود المواطن العربي من يوم قاتل من التنقيب عن لقمة العيش يبقى أمامه سويعات قليلة قبل الخلود إلى النوم، فإنه يكون معرضا لخطر التفكير، التفكير في حال أمته، والتفكير في حل أو مخرج، إذا كان لا بد من حمايته من نفسه الأمارة بالتمرد وإلهائه ببرامج مسلية خفيفة -وتافهة -ان امكن كي يُروح بها عن نفسه وينسى همومه، مهم جدا ان ينسى همومه، ومهم جدا أن ينسى، وهنا يبدأ دور محطات «الهشك بشك » والهادفة إلى قتل الوقت من غير فائدة والموجهة نحو تفريغ المواطن العربي من كل هدف وطموح.
هذا الخطر القومي يرفده عاملان بالغان في الأهمية الشريحة المستهدفة ومحاربة الاعلام البديل، إذ ان الاستهداف المباشر لجيل الشباب المبكر والعزف على أوتار الرغبات والاستقلالية السلبية عن القيم والدين من شأنه خلق جيل تافه مفرغ مقلد مستهلك سهل الانقياد والانصياع يساعد في ذلك حرمان هذا الجيل من بديل هادف يتعامل مع احتياجاته وطموحاته بل حتى هواياته ومتعته بما لا يتنافى مع إعداده لممارسة دوره القادم في بناء الوطن ورفعته.
ولكننا نتجنى على الحقيقة إذا وضعنا اللوم على الآخرين او الحكومات، إذ أننا لم نستطع الى الآن أن نوفر البديل المغني، ففي حين استطاعت بعض الفضائيات العربية توفير المصدر المعلوماتي البديل في الجانب الإخباري لم نجد مثل ذلك النجاح في الجانب البرامجي والترفيهي، وقد يكون ذلك ناجما عن الاهتمام الهامشي الذي توليه القوى الوطنية والإسلامية العربية والمثقفين العرب لهذه الجوانب من الإعلام.
ففي الوقت الذي تتصدر فيه قائمة المتابعة برامج خفيفة «بمعنى الكلمة» الكذاب وغنيلي شوي وجمالك سيدتي، تبقى الدعوة مفتوحة لأصحاب الرسائل والإعلاميين الجادين كي يوفروا بديلا جذابا من شأنه أن يقذف ذلك الزبد الهائل إلى شواطئ الخسران «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
ارجو من الجميع زيارة موقع الأسير البطل
وتصفحه أخوكم "علاء"
www.ajloni.net
عدل من قبل ليث الشرس في الاربعاء ديسمبر 22, 2010 12:13 pm, عدل 1 مرة عدل من قبل A_3jLoUnY في الخميس يناير 11, 2007 2:53 pm, عدل 1 مرة عدل من قبل عبود الحبوب في الخميس يناير 11, 2007 11:58 am, عدل 1 مرة
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى