بين مذابح لبنان وفضائح «الستات» المصريات على الفضائيات
ارسل: الخميس اغسطس 10, 2006 5:32 pm
yaser15
شرس منا وفينا
اشترك في: 01 يوليو 2006
مشاركات: 117
المكان: 24ع النت الجوائز: لا يوجد
في حين كانت تعرض بعض الشاشات الإخبارية صرخات النساء اللائي يجمعن أشلاء صغارهن وأزواجهن وأقاربهن من تحت أنقاض المباني المدنية اللبنانية التي تقصفها القوات الإسرائيلية، كانت هناك صرخات هستيرية تتعالي من نساء أخريات وهن يضحكن علي شاشات فضائية انفعالاً بالنكات و«القفشات» التي تتصل بالعلاقة «السريرية» بين الرجل والمرأة،
وكيف يقصر بعض الأزواج في حقوق زوجاتهن حينما لا يصلون بهن إلي حالات النشوة الجنسية المطلوبة، ولحل هذه المشكلة تقلق مجموعة من السيدات - أغلبهن مصريات - ورجل واحد وأخذ الحديث يتدفق عن الكيمياء التي تربط بين الرجل والمرأة وكيف يمكن أن تنفعل «امرأة متزوجة» جنسياً برجل آخر غير زوجها، حدث هذا في أحد البرامج التي تبثها إحدي الفضائيات التي تنتمي إلي باقة يمتلكها رجل أعمال سعودي وتشارك في إدارتها إحدي المصريات. وتوازي مع ذلك نوع من البلادة الوجدانية التي ميزت تعامل التليفزيون المصري بأرضياته وفضائياته مع العدوان الإسرائيلي علي لبنان، ويبدو أن الإعلام المصري أراد أن يضيف إلي بلادته المهنية المعروفة في تغطية مثل هذه الأحداث نوعاً جديداً من البلادة.
فقد وقعت مجزرة «قانا» وبدأت كافة الفضائيات الإخبارية في بث صور الأطفال الذين تم انتشال جثثهم من تحت الأنقاض ولم يكلف المسؤولون عن الإعلام المصري خاطرهم بإعلان أي نوع من الحداد علي تلك الأرواح البريئــة التي راحت نتيجة غدر صهيوني معهود ومتكرر، وقد كان من الممكن أن يمر هذا الأمر - كما يمر غيره - لو أن المواطن لا يتابع مع ما يحدث في لبنان بالصوت و بالصورة وفي بث مباشر من خلال فضائيات إخبارية متنوعة لا يمكن وصفها بحالة البلادة المهنية التي تميز العديد من القنوات المصرية! وفيما يبدو أن الإعلام المصري كان يسعي إلي تسطيح إحساس المواطن بالمجازر الإسرائيلية انطلاقاً من خطاب سياسي اتفقت عليه كل من مصر والسعودية يري أن الاجتياح الإسرائيلي لدولة لبنان نتج عن أفعال «حزب الله» الذي دفع بالأحداث إلي هذه المرحلة المأساوية بسبب إقدام بعض كوادره علي أسر اثنين من الجنود الإسرائيليين.
ومن العجيب أن بعض الوجوه التي ظهرت علي الشاشات المصرية كانت تحاول باستمرار أن توحي للمشاهد بأن دماء هؤلاء الشهداء من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة في رقبة «حسن نصر الله»، ويبدو أن قيظ هذا الصيف الساخن قد أذاب عقولهم أو أن جــريهم وراء إعادة إنتاج الخطاب السياسي لأنظمة الحكم العربية التي رأت فيما قام به «حزب الله» نوعاً من المغامرة أنساهم المذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل في الضفة والقطاع منذ سنين - تعبنا من عدها - ضد نساءوأطفال فلسطين الذين يبحثون عن جزء من أرضهم كي يعيشوا عليه. وقد أعطي هؤلاء وغيرهم فرصة ذهبية لرئيس وزراء إسرائيل للحديث علي شاشات التليفزيون الإسرائيلي عن مساندة العديد من الدول العربية للعملية العسكرية التي تقوم بها قواته في لبنان، وبدا الأمر وكأن تحالفاً من نوع ما قد تم ما بين المسلمين السنة في أكبر دولتين إسلاميتين بالمنطقة من ناحية ويهود إسرائيل من ناحية أخري للوقوف ضد المسلمين الشيعة من كوادر حزب الله والذين يعملون برعاية إيرانية!
والأعجب مما سبق أن الإعلام المصري بدأ يعزف نغمة مختلفة نسبياً بعد أسبوعين من بداية العدوان عندما ألقي الرئيس مبارك كلمة للأمة دعا فيها كل مواطن ومواطنة إلي مساندة الشعب اللبناني والتبرع من أجله، وبدا الأمر وكأنه تدخل جديد من رئيس الجمهورية لتصحيح المسار الخاطئ للإعلام المصري في معالجة الحدث يماثل تدخله في قضية التلميذة آلاء التي هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلي تدمير مصر،
ثم تدخله في موضوع حبس الصحفيين. عند هذه المرحلة بدأ التليفزيون المصري حملة إعلامية لتشجيع المواطنين علي التبرع وبدأت أرقام الحسابات البنكية التي يمكن أن يقدم المواطنون تبرعاتهم عبرها تظهر علي الشاشات المصرية، لكن المشكلة أن البسطاء من أبناء شعبنا والذين يشعرون بالمرارة الحقيقية أمام العبث الإسرائيلي في لبنان لم يعد لديهم ما يتبرعون به بعد أن «دكت» حكومتنا الرشيدة الشعب بصاروخ زيادة أسعار البنزين والسولار وأشعلت نار الأسعار، بالإضافة إلي ما أصبح المواطن مطالباً بدفعه في الجامعات الخاصة لكي يقوم بتعليم أبنائه تعليماً جامعياً بعد أن أغلقت الجامعات الحكومية أبوابها أمام الحاصلين علي درجات علا في نظامنا التعليمي العبقري!
لقد خرمت الحكومة جيب الناس واستنزفته إلي آخر جنيه فيه! فمن أين يتبرع المواطن لشعب يقاوم طغاة وعتاة يستخدمون أسلحة ذكية تفتش عن الأبرياء في كل اتجاه لتحولهم إلي أشلاء في لحظة غادرة، ومع ذلك فهو مستمر في المقاومة والدفاع عن أرضه ضد عدو متغطرس بقدرته وقوته وتسليحه، علي الرغم من أنه يقف وحده بعد أن سلم الجميع رأسه لهذا العدو وشجعوه - بطريقة أو بأخري - علي الإجهاز عليه، لكن الأمر الذي يجب أن تتنبه إليه إسرائيل أنها لن تحقق نصراً، وأن هذه الحرب حبلي بحروب أخري كثيرة ستقودها أجيال يتمتعون بدرجة أعلي من الرجولة والفحولة، وهي أجيال تختلف كثيراً في تكوينها عن «خصيان» الشاشات الفضائية التي تناقش عجز بعض رجالنا عن إشباع «نسوانهم»!
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى