[URL=http://www.tebyanonline.net/news/details.asp?ID=295&ProjID=5&Cat_ID=#Top]
فتحي مجدي
شكل نجاح المرشح اليساري، إيفو موراليس، الذي يُعرف بـ "كابوس واشنطن" في انتخابات الرئاسة التي أُجريت ببوليفيا في ديسمبر 2005م، مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون، خاصة الإدارة الأمريكية، التي تنظر إلى هذا الرجل، باعتباره العدو الأول لحربها على المخدرات في هذا البلد، الذي يُعَدّ ثالث أكبر منتج للكوكايين بعد كولومبيا وبيرو.[/URL]وعلى مَرّ الزمن، تحول الرجل الذي أصبح التلفزيون يدعوه باسم دون إيفو (السيد إيفو) إلى بطل للقضية الهندية والمعارض الشرس، الذي لا يمكن تجاهله في الساحة السياسية، والقادر على تعبئة النقابات وشَلّ النشاط في بلاده، التي تَحمل اسم سيمون بوليفار، رمز التحرر اللاتيني الشهير.
وفي هذا البلد اللاتيني، سقط الثائر الكوبي الأرجنتيني الأصل أرنستو تشي جيفارا، في أواخر العام 1967م، خلال حرب عصابات، شَنَّها في مناطق السكان الهنود، لإسقاط حُكْم موالٍ لواشنطن، ومن أجْل فَكّ الحصار عن كوبا المهدَّدَة والمعزولة.
وبانتخابه رئيسًا لبوليفيا، أصبح إيفو موراليس، أول شخص ينتمي إلى الهنود الحمر (وهم سكان البلاد الأصليين ويشكلون 70 % من السكان)، يَصِل إلى سدة الحكم في بلاده، وفي أمريكا منذ اكتشافها قبل خمسة قرون. وقد خلف الرئيس المؤقت إدواردو رودريجيز الذي تولى السلطة في يونيو الماضي، بعد أن استقال سلفه كارلوس ميسا، وسط مظاهرات طالبت بتأميم صناعة الغاز في بوليفيا، وقد تسلم السلطة رسميًّا في 22 يناير 2006م.
وبعد توليه الرئاسة، خفض إيفو، راتبه بنحو النصف، وخفض أيضًا مرتب أعضاء الحكومة والبرلمان، بسبب الفقر المدقع في بلاده، الذي تعهّد بإعادة تأسيسه، وإنهاء الحالة الاستعمارية بفرض قيود على الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات التي تستغل حقول الغاز الكبيرة.
وولد إيفو لأسرة فقيرة من اتنيتي ايمارا وكيتشوا اللتيْن تشكِّلان الأغلبية في بوليفيا، في 26 أكتوبر 1959م، من دون مساعدة طبية، في إحدى القرى النائية التي لا ماء فيها ولا كهرباء في إقليم اورورو جنوب منطقة التيبلانو البوليفية.
ويتحدث [SIZE=5][COLOR=DarkRed]موراليس عن نفسه ساخرًا، قائلاً: إنَّه هندي قبيح يُشبه فمه منقار الببغاء. وهو أب لطفل ومِنْ مُحِبّي كرة القدم وينظم مباريات؛ لأنه من أشد المعجبين بنادي بوليفار، أبرز نادي كرة القدم في البلاد.
وقد كان له سِتّ أخوة وأخوات، توفي أربعة منهم قبل بلوغهم السنتين من العمر، وفي طفولته قام بحراسة حيوانات اللاما، واضطرّ للتوقف عن دراسته الثانوية، وإلى العزف على البوق ليحصل على قوته متجولاً في كل أنحاء البلاد من الانديس إلى غابة الأمازون.
وقد اضطره الجفاف إلى الهجرة من الجبال إلى منطقة تشاباري (شرق) خلال حقبة الثمانيات في بوليفيا؛ حيث يسجل نزوح سبعة من كل أصل عشرة فلاحين من الأرياف إلى المدن. وبعد ذلك، جعل إيفو، من تشاباري مركزًا مهمًّا لزراعة الكوكا ومعقله السياسي الذي انطلق منه لغزو العاصمة لاباز، وانتخب في 1997م، نائبًا في الكونجرس البوليفي عن هذه المنطقة.
ويتزعم إيفو تيار "الحركة نحو الاشتراكية"، ويعتبر أيضًا مؤسس مجلس الانديس لمزارعي الكوكا؛ وهي حركة تقيم روابط بمجموعات الدفاع عن هنود البيرو وكولومبيا والأكوادور. وفي أكتوبر 2003م، قاد ثورة ضد الرئيس الليبرالي جونزالو سانشيز دي لوسادا، الذي أمر بقمع هذه الثورة بشدَّة (وراح ضحيتها ثمانون قتيلاً)، قبل أنْ يهرب إلى الولايات المتحدة.
ويدعو الزعيم المناهض للإمبريالية إلى إصلاح قطاع المحروقات في بوليفيا، من خلال تأميم الأرض بما في ذلك حقول الغاز، الثروة الأساسية في هذا البلد، الواقع على سلسلة جبال الانديس. ويرى أنَّ موارد الغاز يجب أن يستفيد منها البوليفيُّون، وليس الشركات المتعددة الجنسيات التي تنشط في هذا القطاع.
عدو لواشنطن
ويدافع إيفو موراليس عن حرية زراعة الكوكا في بلاده، وينتقد السياسة الإمبريالية للولايات المتحدة التي تموِّل استئصال هذه النبتة المقدسة المستخدَمة في القرابين، ويتمّ تناولها مع الماء الساخن، أو تُمضغ في منطقة الانديس، كما تستخدم النبتة في إعداد الكوكايين.
وقد تسبَّبَ موقفه المدافع عن مزارعي الكوكا في إثارة عداء واشنطن، التي تصفه بأنه تاجر مخدرات، بعد أنْ أكَّد مرارًا التزامه بمكافحة المخدرات وإنتاج الكوكايين، ولكن ليس على حساب المزارعين الذي يوفرون لقمة عيشهم من زراعة نبتة الكوكا للاستخدامات المشروعة.
وخلال حملته الانتخابية، لمح إيفو، لإصدار تشريع ينصّ على عدم اعتبار زراعة نبتة الكوكا جريمة يعاقِب عليها القانون، ووجَّه انتقادات شديدة لبرامج الولايات المتحدة لمكافحة إنتاج المخدرات، ووصفها بأنها لا تعدو أنْ تكون ذريعة لتثبيت وجودها العسكري في المنطقة.
إلا أنّ إيفو خَفَّف من لهجته الحادة منذ انتخابه رئيسًا لبوليفيا؛ مما يشير إلى أن الحكومة ربما تبقي على التشريعات الموجودة إزاء زراعة الكوكا، على الأقل إلى حين استكمال دراسة لتقييم حجم الطلب القانوني على نبتة الكوكا.
وسيترك هذا الموقف غير الواضح الباب مفتوحًا أمام استمرار التعاون مع سلطات مكافحة المخدرات الأمريكية، ويغذِّي في نفس الوقت تفاؤلاً غير مسبوق من قبل مؤيدي إيفو، الذين يرغبون في نشأة قطاع اقتصادي دولي منظَّم لإنتاج نبتة الكوكا بغرض الاستخدام القانوني. ويرغب هؤلاء في أنْ تصبح نبتة الكوكا التي تُنتجها بلادهم من المدخلات الرئيسَة في مختلف المنتجات من المرطبات حتى الشامبو، بدلاً من ربطها بالجريمة فقط.
ويُعلن الزعيم البوليفي، إعجابه بالرئيس الكوبي فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، وكلاهما من أشدِّ المنتقدين للسياسات الأمريكية. وقد شكر كوبا لكونها نموذجًا لدول أمريكا اللاتينية، وقال: إنَّ انتصاره سيكون نقطة انطلاق لتحرر بوليفيا والمنطقة.
وفي برنامجه السياسي، شدد إيفو على الحصول من تشيلي على مَنْفَذ إلى البحر كانت بوليفيا خسرته إثر حرب المحيط الهادئ، التي خاضتْها تشيلي ضدها وضد البيرو عام 1879م.
وأكَّد في زيارة لأسبانيا، أنّ بلاده بحاجة "إلى شركات أجنبية ودولية خاصة، ولكن ليس لأسياد يتحكَّمون في مواردها الطبيعية"، وقد حصل على دعم من الرئيس الفنزويلي، من خلال تزويده بالوقود بأسعار تفضيلية، وذلك لدعم وتمويل إصلاحاته الاجتماعية في بوليفيا.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى