تجمع نتائج الانتخابات العراقية بين الأمل في حكومة وحدة وطنية، تضم الأطياف العراقية، كما تنذر بنشوب حرب أهلية، يكون وقودها الشعب العراقي، الذي اكتوى بنار صدام حسين. وقد جرت الانتخابات في منصف الشهر الماضي، وأعلنت نتائجها يوم الجمعة. وجاءت النتائج كالتالي: الائتلاف العراقي الموحد 128 مقعداً، التحالف الكردستاني 53 مقعداً، جبهة التوافق العراقية 44 مقعداً، القائمة العراقية الوطنية 25 مقعداً، جبهة الحوار العراقية الوطنية 11 مقعداً، الاتحاد الكردستاني الإسلامي 5 مقاعد، أحزاب أخرى 9 مقاعد.
ورأت صحيفة الديلي تلجراف، أنها أول انتخابات حرة يشهدها العراق لعقود، وعملت على تكريس نفوذ الشيعية، ولاسيما الأصوليين منهم، مقابل انحسار المد العلماني، الذي راهنت عليه الولايات المتحدة. وفيما يخص ردود الفعل على إعلان النتائج، تلقى الشيعة إعلان نتائج الانتخابات بترحاب، وسط إطلاق النار، تعبيرًا عن الفرحة في مدينة النجف. وفي الرمادي مركز المقاومة السنية، أطلقت الصورايخ على القواعد الأمريكية، فيما قامت الشرطة بسد الطرق، بين بغداد، و محافظة الأنبار، صلاح الدين.
وتوقعت الصحيفة أن يعمل السنة، والذين حكموا البلاد، إبان صدام حسين، على إثارة القلاقل، بشأن تشكيل الحكومة العراقية القادمة، التي يتوقع أن تستمر المفاوضات بشأنها مدة طويلة.
من جانبه دعا "خليل زاده" السفير الأمريكي، والذي تصفه الصحيفة بأنه تملق العراقيين، بشأن صفقة الدستور، كل الأطياف العراقية على اختلاف المذاهب، والعرقيات، على التوحد لتشكيل الحكومة، التي تضم كل الجماعات العراقية.
وترغب واشنطن أن يعمل التوافق العراقي حول الحكومة القادمة على وقف إراقة الدماء، وسحب القوات.
ويواجه العراق احتمال تولي الحزب الإسلامي السلطة في البلاد، لمدة خمس سنوات قادمة، والذي يتهم من جانب الأقلية السنية، بشن عمليات فرق الموت، وعمليات تعذيب السجناء .
وترى الصحيفة في عددها الصادر (21/1/2006)، أن الانتخابات العراقية، حملت نتائج مذهلة للأمريكيين، والذين ضحوا بأكثر من ألفين ومائتين من جنودهم، للإطاحة بصدام حسين، ليسد فراغ السلطة بعد ذلك الشيعة الموالين لإيران.
وتنتاب البيت الأبيض مخاوف، من جانب حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، أكبر الأحزاب الشيعية، حيث عاش زعماءه في إيران، وذو روابط وثيقة بالرئيس الإيراني نجاد.
ويمتلك المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أكثر من عشرين ألفا من أفراد المليشيات المسلحة، وكتائب بدر، والتي تعتقد المخابرات الأمريكية بعلاقتها الوثيقة مع المخابرات الإيرانية، وتلقى المجلس تمويله المالي لحملاته الانتخابية من طهران، وترى الصحيفة أن زيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، يحمل تهديًا حقيقًا للأمريكيين، والبريطانيين، وذلك لرفضهم إقامة دولة علمانية، على رغبة الولايات المتحدة، في الوقت ذاته تستعد أمريكا لفرض العقوبات على طهران، بسب طموحاتها النووية.
على الصعيد ذاته تتهم بريطانيا إيران بتزويد المليشيات الشيعية بالعراق، بالخبرة الذرية، والذين انتُخب أعضاؤها بالبرلمان، وتشجع على قتل القوات البريطانية بجنوب العراق.
وحسب الصحيفة: فإن النتائج جسدت المخاوف بشكل من تكريس الطائفية، والمذهبية، بشكل واضح، الأمر الذي ينذر بالخطر.
فقد حصل حزب إياد علاوي، المدعوم أمريكيا على خمسة وعشرين مقعدا، مقابل أربعين في انتخابات الجمعية الوطنية الماضية، التي صاغت الدستور.
فيما حصل أحمد الجلبي المفضل سابقًا من جانب البنتاجون على مقعد واحد، في الوقت ذاته حصلت جبهة التوافق العراقي، ذات الصلة الوثيقة بالمقاومة السنية على أربعة وأربعين مقعدًا.
وسيعطي الفوز الانتخابي للسنة، تمثيل برلماني حقيقي في البرلمان الحالي، على عكس البرلمان الماضي، ولكن الفوز الحالي لا يمكنهم من إعاقة الدستور، الذي يكرس الفيدرالية، الذي جرى في أكتوبر الماضي.
من جانبهم شكا بعض الزعماء السياسيين السنة من حدوث عمليات تزوير فاضحة، أثناء الانتخابات، على نطاق واسع، في حين يبدو أن الأكراد الشريك القادم مع الشيعة، لتشكيل الحكومة القادمة.
وتخلص الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية، حققت تمثيلاً برلمانيًا، بما يعادل نسبتهم الحقيقة في المجتمع العراقي. وربما ستعمل النتائج على مشاركة السنة في الحكومة القادمة، وهو ما سعت إليه الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته حملت النتائج بزور عوامل نسف الوحدة الوطنية، حيث جرى التصويت في الانتخابات على أساس عرقي، ديني، مما يهدد بانزلاق العراق، لحرب أهلية طاحنة.
وعلى كلٍ: فإن الصحيفة تقرر أنه -بغض النظر عما تحمله نتائج الانتخابات من إيجابيات، وسلبيات، للعراقيين، فإنهم لم يتوصلوا لهذه التجربة الديمقراطية، على حد وصف الصحيفة، إلا بمساعدة قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة.
من جانب أخر، ذكرت الصحيفة في صفحة الرأي والتعليق، أن القادة الأمريكيين تحاشوا الحديث عن الحرب الأهلية في العراق، ولكن نتائج الانتخابات جعلت يوم نشوب الحرب أمرًا محتمًا، وعلى وشك الحدوث، وتقول الصحيفة: إن السلام لا يمكن إحلاله بالوسائل العسكرية، لذا لجأت الإدارة الأمريكية إلى طريقتين، تمثلت الأولى، في قتل وملاحقة المقاتلين.
وسعت قوات الاحتلال إلى إشراك الأطياف العراقية، بما فيهم السنة، في العملية السياسية، وإشعارهم بالمسئولية، في صياغة مستقبل العراق.
وتعمل قوات الاحتلال، على إبعاد حقيبة وزارة الداخلية عن الشيعية، فيما نقلت الصحيفة تحذيرات السنة، أن أي حكومة، يقودها الشيعة الأصوليون، ستؤدي -لا محالة- لحرب أهلية بالعراق، تجدر الإشارة إلى أن البرلمان العراقي يتألف من 275 مقعدًا، وتستمر ولايته لمدة أربع سنوات. ويوجد بالعراق 18 محافظة، كل منها يعد دائرة انتخابية منفصلة.
يتم التنافس على 230 مقعدًا، يتم شغلها عن طريق الانتخاب المباشر، ويتم توزيع 45 مقعدًا على الأحزاب التي تتمتع بدعم عرقي، أو ديني، أو سياسي، في أكثر من محافظة واحدة.
يبلغ عدد الناخبين في العراق 15 مليون، يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، كما يتعين أن يكون ثلث مرشحي أي حزب من النساء.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى