الاصدقاء والزمن...
تغيرت المودة والاخاء وقلَّ الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس لهُ رعاءُ
ورُبَّ اخ وفيت له بحق ولكن لا يدومُ له وفاءُ
اخلاء اذا استغنيتُ عنهمْ وأعداءٌ اذا نزلَ البلاءُ
يُديمونَ المودة ما رأوني ويبقى الوُدُّ مابقيَ اللقاءُ
وإِنْ غنيت عن أحد قلاني وعاقبني بما فيه اكتفاءُ
سيغنيني الذي اغناه عني فلا فقرٌ يدومُ ولا ثراءُ
وكل مودةٌ لله تصفو ولا يصفو مع الفسق الاخاء
وكلِ جراحة فلها دواء وَسُوءُ الخُلْقِ ليسَ له بقاءُ
وليسَ بدائم أبدا نعيمٌ كذلك البؤسُ ليس له بقاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمِ ففي نفسي التكرمُ والحياءُ
في المال
يُغطي عيوبَ المرء كثرةُ ماله يُصَّدق في ما قاله وهو كذوبُ
ويُزرى بعقل المرء قلةُ ماله يحمِّقه الاقوام وهو لبيب
دع الصبا فلقد عداك زمانَه وازهد فعمرُك منه ولى الأطيب
ذهب الشباب فماله من عودة وأَتى المشيب فأين منه المهرب
ضيفٌ أَلَّم اليك لم تحفَل به فـ ـترى له أَسفاً ودمعاً يَسكُب
دَع عنك ما قد فات في زمن الصِّبـ ـا واذكر ذنوبَكَ وابكها يا مذنب
واخشَ مناقشةَ الحساب فانه لابدَّ يحصى ماجنيت ويُكتب
لم ينسَه الملكان حين نسيتَه بل أثبتاه وأَنت لاه تلعب
وغرور دنياك التي تسعى لها دار حقيقتُها متاع يذهب
والليل فاعلم والنهار كلاهما أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ و تحسب
وجميع ما حصَّلتَه وجمعتَه حقاً يقيناً بعد موتِك يُنهَب
تباً لدار لايدوم نعيمُها و مَشيدُها عما قليل يُخرَب