وكأن الحياة بحر
منه ماكان على السطح يطفو ،، لـ تنظرَهُ كلّ عين
اتخذت من البر موقعاً يتأمل
ومنهُ ماكان تحت السطح على عمق قريب تنظرُهُ عيوناً
عائمة لاتُسعِفُها الأنفاس لكثير تأمل
ومِنهُ ماكان في الأعماق ،، دُرراً ،، ومكنوناتٍ هي أثمنُ ما اكتنز البحر
لا تنظرهُ ولا تَشعُرُ بهِ إلاّ عيون الغواصين ،، بأنفاس أوكسجين الرغبة
والتفكر والتأمل بما وراء المنظور .
هكذا نستشعر الحياة ،، وبحسبِ مانرى نتوجع أو نُسَر ونفرح
والرؤية العميقة التي تستخرجُ الغالي والثمين من الأفكار لابد أن
تكون في دوامة التأمل وسرحان الفكر واندهاش الروح
فـ حين تتكلم ،، تكون اللغة بذات عمق الفكرة وبذات القوة ، تلاحق
تشعباتها ،، لتُشبعها تأملاً صافياً دقيقاً حتى تستقر معانيها .
ومن كان غواصاً في بحر الحياة فقد وهبهُ الله من نعمة البصيرة ماينفذْ
ليحول البعيد قريباً بـ فكرة يستوحيها ثم يطرحها كلمة مفيدة تلامس
قلوباً صاغية ،، واعية ،، ومُدركة
كثيرة هي الأقلام ،، التي مرّت من هاهنا
وكثيرون هم المبدعون ،، وقليلٌ منهم تركَ في نفوسنا أثر من قيمة
من خلال كلمة حلّقَت معها أرواحنا وتسامت بها أفكارنا أو تذوقنا منهم
كلمات بمذاق خاص ونكهةِ الأدب الراق الذي يرفع من مكانة العقل
والقلب معاً .
تذكرتُ هنا ( جيهان محمد ) تلك الإنسانة الرائعة التي اقتبستُ من كلماتها
جُمَلا كثيرة ،، كانت أفكاراً راقية المعنى باذخة الروعة . تذكرتُ موضوع
( مفترق الطرق يعلمنا فن الإختيار ) فـ هذه الحكمة كانت لها وأنشئتُ
أنا من خلالها موضوعاً بـ نفس العنوان ، استفدتُ منهُ والكثيرين ممن
كانت مداخلاتهم تدل على تأثرهم بتلك الكلمات .
وكما قالت ( إن الحق لابد له من امتداد ) وصدقت فـ الحق الذي نقر به لحظة
ثم نتوقف عن مساندته سَنفقده قوته بل نُخفيه لـ يتمكن الباطل منا ويستفحل
أمره ، وتلكَ كلمة ذكرني بها حالنا في هذه الساعة ولعلها العلة التي تسببت
في كثير من مشاكل مجتمعاتنا . فأهم مانحتاج له في حياتنا هو الثبات وطول النَفَس
وتواصل الهمة ، أن نكون أقوياء في كل لحظات القرار دون تهاونِ أو ضعف
وهكذا هي دائما تنطق بالغالي والثمين .
فـ تحية من هاهنا لكِ جيهان ، ولكل من طرح فكرة وعلا بنفوسنا معه
وارتقى بنا وبنفسه .
هي كلمة وفاء رأيتُ من الواجب عليّ قولها ودعوة لكل فكر أن يطرح ما
في جعبته من دررٍ لننتفع بها وينتفع هو بـ دعواتنا له .
وبانتظار ماتجود به العقول وتمحصت عنه الأقلام