سوف نبدأ مشاركتنا الأولى في هذا الموقع الممتاز والجميل والرائع من جميع الجوانب وذلك بإستعراض لكم قصة تناولها الواقع وتوارثها الأجيال .....
ركضت بأقصى سرعة لي وأنا أرفع ذيل ثوبي لأزيد من سرعتي قدر الإمكان حتى لا يلحق بي الكلب الشرس.. آه ..ماذا أفعل .. ولا ادري إلى أين اهرب من هذا الحيوان المخيف .. إن صوت نباحه فقط يخيفني فكيف بعضته ؟ لقد فاجأني في الزقاق الذي اعتدت المرور فيه كل يوم للذهاب للكلية وها هو يلاحقني..
ما اطول الطريق اليوم يكاد هذا الزقاق لاينتهي .. سأنحرف إلى هذاالممر الضيق الاخر علني اضلله ...واصلت الجري في ممر ضيق لأزيد المسافة بيني وبينه ،ورغم عدم سماعي لصوت نباح أو لهاث خلفي لكنه بالتاكيد خلفي.... وحبن وصلت إلى مفترق طرق مع زقاق آ خر اصطدمت برجل .. تناثرت حاجاتي من حقيبتي ودون أدنى اهتمام مني اختبات خلف الرجل وانا امسك بذراعيه من الخلف و صوت لهاثي يكاد يسمع حتى آخر الشارع ..
نظرت من فوق كتف الرجل الذي كان اطول مني كثيراً لأطمئن أين ذهب الكلب .. وحين تاكدت بأنه لايوجد شيء في الزقاق .. تركت ذراعي الرجل واسندت جذعي للحائط استرد أنفاسي اللهثة مغمضة العينين ..
حين فتحت عيناي .. كانت هناك عينين قاتمتين لم أر مثلهما في حياتي تتفحصاني كأنها تستوضح تفسيرا
لما حدث .. شعرت بالدم يصعد لوجنتي ليزيدها احمرارا .. فهي بالتاكيد حمراء من الجري والخوف ..
_ أنا آ سفة .. هذا ما قلته بصوت متردد ومتلعثم ..
نزلت لأ لملم أغراضي وعيناي تنظران للأعلى ،للعينين القاتمتين .. وتابعت كلامي ..
_آسفة جدا .. فقد كان الكلب يريد أن يعضني وأنا اخاف جدا ...
لم أكمل كلامي..فقد نظرت إلى ساعة يده فوجدتها تشير إلى الثامنة الا خمس دقائق ..
( خمس دقائق للوصول إلى الكلية ..) هذا ما دار بخلدي .. واستدرت راكضة دون أن اكمل اعتذاري حتى لاتفوتني المحاضرة ..
لقد وصلت قبل ثوأن فقط من دخول الدكتور..
حمدت الله على الوصول والدخول بالسلامة ، لكنني طبعاً لم أستطع التركيز من شدة التعب .
في المحاضرة الثانية طلب محضر المختبر منا البطاقات الجامعية لكني لم أجد محفظتي ، لا بد أنها سقطت مكأن الحادثة ، سوف أعود من نفس الطريق لعلي أجدها ..
لكني لم اجدها في طريق عودتي، ماذا أفعل وقد فقدت كل هوياتي ، البطاقة الشخصية والجامعية وصور شخصية إضافة إلى المصروف المتبقي للشهر . هل أبلغ عن الأوراق الثبوتية ام ماذا افعل ؟ قلت في نفسي سوف أنتظر اسبوعاً لعل احداً يجدها ويأتي بها دون الداعي للإبلاغ عن فقدانها.
توكلت على الله ولم أبلغ عن فقدان هذه الأوراق المهمة ..
بعد مرور اسبوعين على هذا ، وأنا في طريقي لمكتب شئون الطلبة للتبليغ عن بطاقتي المفقودة ، وجدت هناك اعلانا يطلب من المدعوة " سارة مهدي " ضرورة الذهاب للدكتور حمزة في قسم الأحياء وذلك للأهمية.
تساءلت من هو الدكتور حمزة؟!!!!!!!
ولماذا يطلبني؟!!!!!!
لعله رئيس القسم ، او ربما أحد رؤساء الأقسام ؟ لعلي ارتكبت خطأ غير مقصود ويريد تنبيهي أو توبيخي ........ أسئلة كثيرة دارت برأسي وأنا في طريقي اليه... كنت اشعر الخوف والقلق معاً .
حين وصلت قسم الأحياء أخذت نفساً عميقاً ودخلت للمكتب بعد طرقه، فاستقبلتني آنسة لطيفة هي السكرتيرة ..اعلمتها بطلبي ، فدخلت للمكتب الملاصق وغابت للحظة قصيرة واشارت إلى الباب الذي خرجت منه قائلة تفضلي.
طرقت الباب قبل دخولي فأجابني صوت عميق :أ دخل.
دخلت ورجلاي كالرصاص لا أستطيع رفعهما وبالكاد أغلقت الباب ورائي حتى تفاجأت بمن كان موجوداً !!!!!!!!!!! كان بانتظاري شاب في مقتبل العمر ،يتمتع بوسامة قاتلة .. قلت في نفسي لا يمكن أن يكون هو الدكتور حمزة..
كان واقفاً أمام المكتب حين دخلت.. واقترب قليلاً ليرحب بها .. ظنت أنها رأت هاتين العينين القاتمتين لكن لا تتذكر أين.
قالت : جئت لرؤية الدكتور حمزة ؟
قال : ألا تعرفين لماذا ؟
قالت : ترك خبراً عند قسم التسجيل أن احضر للضرورة ، فأتيت !!!
همهم بكلمات غير مفهومة . ثم قال :
هل لي ببطاقة الجامعية ؟
ارتبكت لم اعرف بم اجيب ... حين لاحظ ترددي ..سأل مرة اخرى : أين هي ؟
قلت وقد تضرج خداي بالدم : بصراحة لقد أضعتها !!!!!!!
قال بنبرة باردة : منذ متى وهي مفقودة؟
قلت : همممممممم . منذ حوالي أسبوعين ؟
- أسبوعين ؟؟؟؟؟؟ وإلى الآن لم تسألي عنها ؟؟؟؟؟؟ ماهذا الاستهتار؟؟؟ الا تعلمين بأنه لا يحق لك تقديم اي امتحأن الا بابراز البطاقة الجامعية ؟ أين فقدتها ؟؟؟؟؟
حاولت التذكر..لكني بدلاً من تذكر مكان فقد محفظتي ،تذكرت اين رأيت هاتين العينين .. ومباشرة رغم عصبيته الظاهرة قفز سؤالاً إلى شفتي :
- الست من اصطدم بي قبل اسبوعين ؟؟؟؟؟؟؟
هنا تبسم وكشف عن صف من الأسنان اللؤلؤية مما زاد من وسامته اكثر من الأول .. فلم استطع السيطرة على شهقة خرجت مني ..
قال : أجل أنا هو الرجل الذي اصطدمت به ! وشدد على كلمتي اصطدمت به
- وما علاقة ذلك بالدكتور حمزة – تساءلت في حيرة _ وتابعت كلامي متسائلة :
- لعلك وجدتها في ذلك المكان فأحضرتها له ؟ تقدمت منه مبتسم لأشكره لكنه لم يجبني .. واصلت التقدم نحوه وأنا اقول اشكرك لاحضارها لكنه كان بامكانك الاتصال بي مباشرة دون إدخال الدكتور حمزة .. فالمحفظة بها كل أوراقي الثبوتية وأرقام الاتصال ....
قاطع كلامي وهو يقول : وأنت لا تعرفين من هو الدكتور حمزة ؟
-لا... لم اتعرف اليه بعد، لم يدرسنا خلال سنواتي السابقة أي دكتور بهذا الاسم .. توجهت اليه بالسؤال : ها هو جديد هنا ؟
-أجل أنه جديد .. الم تسمعي أحداً يتحدث عنه .. يذكره ..
-بصراحة... لا فعلاقتي بالطلبة تكاد تكون منعدمة .. ولكن ما دخل الدكتور في محفظتي ؟
لف حولي وسلمني المحفظة .. ثم جلس على المكتب وقال بزهو وتعجرف :
-أنا هو الدكتور حمزة .
غصصت بريقي من المفاجأة .. وقد أحسست بالغضب وأنا اتذكر كل الخوف والقلق اللذين كنت اشعرهما قبل دخولي ، وكعادتي السيئة لم أستطع السيطرة على لساني الذي انفلت من عقاله:
أنا لايهمني من تكون .. ولن أسامحك على هذا الفصل الذي عملته في أبداً أبداً أبداً.
وخرجت صافقة الباب خلفي بشدة دون أن اترك له مجالاً للرد ..
بعد ذلك بأيام ،بعد خروجي من قاعة الامتحأنات قلت في نفسي لابد لي من الإعتذار للدكتور حمزة فلولاه لم أستطع تقديم الامتحأنات ، وأن اشكره قبل السفر.
فأنا عائدة اللى بلادي ( البحرين ) بعد انقضاء هذه السنة الدراسية ... أنا بحرينية أتلقى تعليمي العالي في جامعة القاهرة بكلية العلوم تخصص أحياء ..
والداي من أصل مصري لكنهما كليهما يحملان الجنسية البحرينية .. فقد كان جداي من أمي وأبي من أوائل المدرسين الذين حضروا للبحرين في الستينات ولذا فقد أنجبا أبواي هنا .. وأنا اعتبر نفسي بحرينية 100% رغم جذوري المصرية.
توجهت لمكتب الدكتور حمزة ، فأخبرتني السكرتيرة بأنه غير موجود حالياًفهو مشغول بالامتحأنات والتصحيح وغيرها من تلك الامور وقالت بأنه سوف يعود خلال نصف ساعة على الأقل .
فضلت الأنتظار على العودة لأني ساكون مشغولة بعد ذلك بالاعداد للسفر ، لكن أنقضت ثلاثة ارباع الساعة ولم يحضر بعد فقمت بكتابة رسالة اعتذار وشكر واعطيتها للسكرتيرة وأنصرفت.....
وللحديث بقية سو يصل الجزء الثاني من القصة بأقرب وقت إنشاء الله
إنتظرونا بينما أجلب لكم الجزء الثاني من القصة ... وشكرا
ارسل: الاحد مايو 14, 2006 12:09 am
LOVERS232
شرس مشرف منتدى
اشترك في: 12 مايو 2006
مشاركات: 814
المكان: الكويت - سورية الجوائز: لا يوجد
سوف أكتب لكم الجزء الثاني من القصة وأرجو الرد على القصة لأعرف رأيكم وأعجابكم في القصص التي أقدمها ....
سوف أتأخر عليكم في الجزء الثاني وذلك لبطئي في الكتابة على الورد ولكن سوف أسارع في كتابتها ...
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى