نظرات في مذكرات نسمة
( قصة حبّ لم يعلن بعد )
أسرة كبيرة ممتدّة , تتمسك بعادات وتقاليد قديمة
تتجدد عند مولد كلّ مولود جديد , والأطفال يتشربونها من الكبار على الحدِّ السواء ذكراً
كان ذلك الطفل أو أنثي , فقانون العادات الموروثة لا يعرف التمييز بين من يقعون
تحت طائلته . رأيتم كيف يكون جبروت الموروث أيّ موروث ثقافيّ اجتماعيّ .
شبت تلك الصغيرة بين أعمام وخؤول يستميتون في المحافظة على هذه الموروثات ,
وما إنْ اشتدّ عودها وتشكّلت فيها
المعالم الأنثويّة : جمال , وشباب , وأريحيّة , وفي غفلة أخذ قلبها بالخفقان , نعم ذلك الشعور
الذي ينتابها لأوّل مرّة وهي التي كانت تلعب مع
أقرانها دون قيود . ولكنها الآن يمارس عليها الكثير من التقييد الأسريّ لا تفعلي كذا ولا
تخرجي إلى كذا ولا مع فلان أو فلانه .
وكلّ هذا بدافع الخوف عليها المحافظة على سلامتها .
ولكن مع ذلك الحرص الشديد من قبل
أهلها تعدّى ذالك الغريب إلى قلبها ولم يردعه
شيء .
امتلأت بعشقه من رأسها حتى أخمص
قدميها ,
وظهرت ملامح حبها على وجهها الحالم
الصبوح ,
و تكشَّف المستور ,
فحرصت العائلة على وأد هذا الحب الكبير .
أرادوا سجنها في المنزل
ومنعها من الخروج لملاقاة حبيبها الحزين.
الذي ما فتيء يردد قول الشاعر :
وإني لأخشى أن أموت فجاءة *** وفي النفس حاجات إليك كما هي
أرادت احتضانه لتشعر بالدفء
والأمان
وكان ذلك
عشق نسمة لمشعل جدتي
في ليل صيفيٍّ حار.
حين لفظ أنفاسه
الأخيرة
وعمّ الظّلام والسكون