رجعت وفي جعبتي الكثير
تردَّ رداء الصبر عند النوائب تنل من جميل الصبر حُسن العواقب
وكن صاحبا للحلم في كل مشهدٍ فما الحلمُ الاخير خُدنٍ وصاحب
وكن حافظا عهد الصديق وراعياً تذق من كمال الحفظ صفو المشارب
ومن شاكراً لله في كلِّ نعمة يثبْك على النعمى جزيل المواهب
وما المرء إلا حيث يجعل نفْسَهُ فكن طالباًفي الناس أعلى المراتب
وكن طالبا للرزق من باب حلةٍ يُضاعف عليك الرزق من كل جانب
وَصن ماء الوجه لا تبذلنَه ولا تسأل الرذال فضل الرغائب
وكن موجبا حق الصديق اذا اتى اليك ببرٍ صادق منك واجب
وكن حافظا للوالدين وناصراً لجارك ذي التقوى واهل التقارب
تغرَّب عن الاوطان في طلب العلى وسافر ففي السفر خمس فوائد
تفرُّج همٍ واكتساب معيشةٍ وعلم وآداب وصحبةُ ماجد
فان قيل في الاسفار ذلُ ومحنةٌ وقطع الفيافي وارتكاب الشدائدِ
فموت الفتى خيرٌ له من قيامِهِ بدارِ هوانٍ بين واش وحاسدٍ
الناس في زمن الاقبال كالشجرة وحولها الناس ما دامت بها الثمرة
حتى اذا ماعرت من حملها انصرفوا عنها عقوقا وقد كانوا بها برره
وحاولوا قطعها من بعد ما شفقوا دهرا عليها من الارياح والغبره
قلت مروؤات أَهل الارض كلهم إلا الاقل فليس العشر من عشره
لاتحمدن امرءاً حتى تجربه فربما لم يوافق خُبرهُ خَبَره
جميع فوائد الدنيا غرور ولا يبقى لمسرور سرور
فقل للشامتين بنا افيقوا فان نوائب الدنيا تدور
النار أهون من ركوب العار والعاريدخل أهله في النار
والعار في رجل يبيتُ وجارُهُ طاوي الحشى متمزق الاطمار
والعار في هضم الضعيف وظلمٍه وإقامة الاخيار بالأشرار
يعزونني قومُ براءُ من الصبر وفي الصبر أَشياء أمرُّ من الصبر
يعزي المعزي ثم يمضي لشأنه ويبقى المعزي في أحر من الجمر