من أهم المشاكل الصحية التي تعاني منها النساء مشاكل الصحة الإنجابية حيث أنها أكبر سبب لاعتلال الصحة على صعيد العالم بعد الأمراض التي تنتقل بالعدوى، فمثلا كل دقيقة تموت امرأة بلا داع جراء أسباب مرتبطة بالحمل وهذا الرقم من الممكن تفاديه أو الإنقاص منه في حال الاهتمام بالصحة الإنجابية للمرأة وبمسالة تنظيم الأسرة.
وهذا ما تنبهت إليه الحكومة السورية والتي هدفت الى خلق وعي سكاني حول ضرورة خفض معدلات الزيادة السكانية، بالإضافة إلى تعريف المجتمع بشكل عام والسيدات المتزوجات بشكل خاص بالأثر الايجابي للمباعدة بين الحمول وتنظيم الأسرة على صحة الأم وعلى الأسرة ككل والتعريف بمخاطر الولادات المتكررة على صحة الأم وانعكاسات ذلك على الأسرة.
ففي دراسة قامت بها الهيئة السورية بالتعاون مع وزارة الصحة عام 2006 حول مواقف ومعتقدات السيدات في سورية حول تنظيم الأسرة كشفت أن 43% من السيدات يرغبن بإنجاب مزيد من الأطفال، وأن متوسط عدد الأولاد الذي ترغبه السيدات هو 4.89 طفل، و أيضا أن 17.5% من السيدات اللواتي وضعن حديثا كن غير راغبات بالحمل، و9.2% من السيدات الحوامل منزعجات من الحمل الحالي.
أما بالنسبة لمعارف السيدات فقد أعربت 22.1%عن أنهن سمعن عن معتقدات خاطئة في المجتمع عن وسائل تنظيم الأسرة،وأعربت 24.8% من السيدات عن أنهن سمعن عن شائعات خاطئة عن وسائل تنظيم لأسرة.
ما يدل على ضرورة التوجه نحو النساء والأزواج عن طريق حملات التوعية المختلفة بالإضافة إلى الوصول إلى المراكز الصحية لمساعدة النساء والرجال للوصول إلى طرق ووسائل تنظيم الأسرة.
واذا لتنظيم الأسرة فوائد كثيرة لا تعود فقط على الأم لكنها تصل إلى الأطفال والأسرة بأكملها فالمباعدة بين الحمول تحمي حياة الأطفال وتعطيهم الفرصة بالرعاية الوالدية الكاملة نفسيا وجسديا، وتعطيهم فرصة الاستفادة من الإرضاع الوالدي، أما فوائده على الأم فهو يساعدها على حماية نفسها من حمل غير مرغوب فيه وخاصة الحمول عالية الخطورة التي قد تودي بحياة السيدة وكذلك يحميها من الاجهاضات المحرضة التي تكون غير آمنة واختلاطاتها محددة لحياة الأم.وهذا الموضوع يتعلق بالجنسين معا وليس بالمرأة وحدها.
ومسؤوليتكَ أيضا
هل اعتقدت يوما أن لك دورا أساسيا في مسالة تنظيم الأسرة والتي من ضمنها مرحلة الحمل وما قبلها وبعدها
في تقرير لحالة سكان العالم 2005م جاء أن مسالة تنظيم الأسرة لا تقف على المرأة وحدها بل هو وبشكل أساسي يتعلق بالجنسين معا وهو مسؤوليتهما حيث لن تتحقق الغاية دون العلاقة التشاركية في هذا الموضوع فحينما كان من المعروف أن الحمل مسالة تتعلق بالمرأة وأن مشاركة الرجل في القرارات والمسؤوليات التي يستتبعها الحمل محدودة تم التأكيد على أن مساعدة الرجل والمجتمع على تفهم مخاطر الحمل يمكن أن تحسن احتمالات حصول المرأة على رعاية منقذة للحياة.فيجب مثلا توعية الرجال على أهمية الإنجاب المأمون أي الإنجاب في المشافي وليس في البيوت، وكذلك إشراك الرجل في رعاية الأم في مرحلة النفاس كمصاحبة زوجاتهن الى العيادات وكذلك تقاسم الرجل مع المرأة الأعباء المنزلية .
بالاضافة الى ذلك فان مسألة الحمل والتباعد بين الحمول ليست مسؤولية المراة فقط فالثقافة السائدة تجعل الأمر متعلقا بها من حيث حبوب منع الحمل وما الى ذلك من موانع دون أن يساهم الرجل بالتعرف الى الموانع الذكورية والتي أصبحت معروفة ولا يحتاج أكثر من مراجعة المستوصفات والعيادات التي تعطي الارشادات اللازمة لذلك وهذا نوع من التشاركية في موضوع تنظيم الأسرة فلا يقع العبء كله على النساء.
لأنه يساهم في تحقيق المساواة بين الجنسين والوقاية من فيروس نقص المناعة ومع مرور السنوات قد يؤدي الى الحد من الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي للمجتمع بأكمله.