أيام قليلة وتنطلق مباريات العودة فى الدور ثمن النهائى للبطولة الأقوى عالميا " دورى أبطال أوروبا "، حيث يشهد مسرح الأحداث مجددا صراعات كروية طاحنه ومتعه وإثارة متوقعة.
اوروبا ستفى بوعدها وتقدم وجبة دسمة لمحبي الكرة الجميلة فى مباريات العودة كما كانت دائما، ولما لا ومباريات الذهاب شهدت ما لا يمكن تصديقه من احداث، وكان صندوق دورى الابطال ملىء بالمفاجآت، والآن هو ملىء بالأسرار المنتظر كشف النقاب عنها فى الفترة المقبلة.
وسنتعرض الى ابرز ظواهر جولة الذهاب، علها تكون دلالات لما يمكن ان يحدث فى الاياب او تشكل خارطة طريق للدور المقبل، وتضع ايدينا بشكل او بآخر على بعض ما يمكن التنبؤ به، وان كان التوقع او التنبؤ فى بطولة مثل دورى الابطال أشبه بالسباحة ضد التيار.
الظاهرة الأولى
هو الإسباني المخضرم راؤول جونزاليس الذى يثبت بانه مثل الاحجار الكريمة، كلما تقدم به العمر، زادت قيمته الفنية وارتفع رونقه داخل المستطيل الاخضر، راؤول يسيطر طولا وعرضا على الهجوم فى فريقه الازرق شالكه الالماني.
راؤول قاد فريقه لتعادل ثمين مع فالنسيا فى ملعب الميستايا، واقترب شالكه للعبور، اذ يكفيه التعادل السلبى فقط فى ملعبه لتأكيد العبور.
وعلى المستوى الشخصى، وبهذا الهدف، بات المخضرم راؤول جونزاليس صاحب أكبر رصيد من الأهداف في تاريخ البطولات الأوروبية التي تقام تحت رعاية الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا).
ووصل رصيد اللاعب بالهدف الذي أحرزه لفريقه شالكه الالماني في فالنسيا الاسباني 70 هدفا، متجاوزا بذلك رصيد الالماني جيرد مولر الذي كان يتساوى معه بـ69 هدفا في صدارة الهدافين بالبطولات الأوروبية.
راؤول بما يقدمه مع شالكه بالتأكيد يجعل مورينيو وبيريز وفالدانو يعضون اصابع الندم على التفريط فى ماكينة تهديف بهذا المستوى.
الظاهرة الثانية
ظهرت بوضوح في هذه الجولة الانتقامات وتسديد الديون القديمة أو رد الثأر - اذا جاز التعبير كرويا - ففى هذه الجولة نجح الارسنال فى ان يسدد فاتورته القديمة لبرشلونة ويفوز عليه بعد خسارة قاسية فى الموسم الماضى وفى البطولة ذاتها برباعية نظيفة فى ملعب الكامب نو.
ونجح البايرن البافارى هو الاخر فى ان يفوز على الانتر فى ملعبه بهدف مقابل لا شىء ليسقيه من كاس الخسارة وهو الكاس ذاته الذى شرب منه البافارى فى نهائى النسخة الماضية بمدريد.
وفى ملعب ليون اقترب ريال مدريد بشدة من تسديد فواتيره هو الاخر للنادى الفرنسى الذى يشكل عقدة مدريدية دائما، اذ خرج المرينجى بتعادل ايجابي يقربه نظريا من العبور الى الدور المقبل وهو ما يؤكد ان الامور انعكست شكلا وموضوعا حتى الان فى البطولة عن الموسم الماضى، فهل يكمل اصحاب الدين مشوارهم، ام ينتفض الانتر وليون والبارسا ؟؟
الظاهرة الثالثة
استمرار عقدة افضل لاعب فى العالم الارجنتينى ليونيل ميسى، فعلى الرغم من ان ميسى نجح فى كسر كل الارقام القياسية وتوج بكل الالقاب الفردية والجماعية، الا ان عقدة التهديف فى الملاعب الانجليزية مازالت تسيطر عليه، حيث لم ينجح الارجنتينى فى ان يحتفل باى هدف فى كل الملاعب الانجليزية على الرغم من انه لعب فى بلاد الضباب مرارا وتكرارا.
ميسى فى لقاء الارسنال علي ملعب الامارات، اهدر فرصا بالجملة فى شكل لم يتعود الجمهور عليه من ميسى الذى يستغل انصاف او ارباع الفرص، ولكنه تخلى عن قدراته التهديفية او تخلت هى عنه فى هذا اللقاء.
فهل يسترجع ميسى ذكريات العام الماضى عندما فشل فى التسجيل فى ملعب الامارات، وترك المهمة للسويدى ابراهيموفيتش يومها - ولكنه كشر عن انيابه بقوة وسجل رباعية فى الكامب نو اطاحت بالارسنال من دورى الابطال ؟؟
الظاهرة الرابعة
كانت بلاد الطليان بكل ملاعبها التي شكلت عامل " نحس " على اصحابها سواء السان سيرو بالنسبة للميلان او الملعب الاولمبى بالنسبة لفريق الذئاب روما او جيوزيبى مايتزا للانتر، حيث كانت الارض الإيطالية وبالا على اصحابها، فالميلان خسر امام توتنهام علي ملعبه بهدف مقابل لا شىء احرزه الانجليزى بيتر كراوتش، والانتر انتكس امام البايرن بهدف مقابل لا شىء هو الاخر احرزه جوميز، فى الوقت الذى خسر فيه روما امام شاختار الاوكرانى بثلاثة اهداف مقابل هدفين فى لقاء تسبب فى استقالة الايطالى رانييرى بعدها بأيام قليله.
الظاهرة الخامسة
الروح القتالية التى ميزت اغلب المباريات والتى ظهرت بوضوح حين نجح الارسنال فى ان يتغلب على احباطه ويبدل ظلام الهزيمة على ملعبه الى نور الانتصار، فبعد ان كان متخلفا بهدف مقابل لا شىء، نجح كلا من فان بيرسى والروسى ارشافين فى منح المدفعجية الفوز.
وفى الملعب الاولمبى نجح شاختار فى ان يحول تأخره بهدف بيروتا الى فوز ثلاثى قبل ان يحرز مينيتز الهدف الثاني لفريق العاصمة الإيطالية.
وفى الوقت نفسه لم يستسلم ليون او يقتنع بهزيمته بهدف امام النادى الملكى ريال مدريد واصر على اللعب للنهاية ونجح فى التعويض وادراك التعادل قبل نهاية المباراة بدقائق بهدف احرزه جوميس بعد ان تقدم الريال بهدف لبنزيمة.
وفى مدينة كوبنهاجن الدنماركية، نجح الفرنسى انيلكا فى ان يمنح البلوز امل المنافسة الأوروبية هذا العام بعد ان احرز هدفين، ليجعل تشيلسى يلعب باريحية تامة فى لقاء العودة علي ملعب ستامفورد بريدج، وتتمثل قتالية تشيلسى فى ان اللقاء كان خارج ملعبهم اولا وانهم يترنحون هذا الموسم فى البطولات المحلية قبل الفوز على مانشستر.
الغيابات تضرب الصفوف
أخيرا، تلوح ظاهرة الغيابات بوضوح فى الافق، ففى برشلونة لن يكون متاحا الدفع بالمدافع الانيق بيكيه نظرا لظروف الايقاف بعد حصوله على بطاقة فى لقاء الذهاب امام الارسنال، ولم يتحدد بعد موقف القائد كارلوس بويول بسبب الاصابة.
وفى ارسنال، تقرر غياب ثيو والكوت وهو ما يشكل ضربة موجعة للارسنال، وكذلك تأكد غياب فان بيرسى بطل لقاء الذهاب، فى حين لم يتأكد مشاركة القائد سيسك فابريجاس.
وفى الانتر، سيغيب المهاجم الارجنتينى ميليتو وايضا باتزيني، حيث لعب مع سمبدوريا في الابطال وفى البايرن يستمر غياب المهاجم اولتيش للإصابة ايضا.
وفى ليون، سيكون خط الدفاع فى محنه لغياب باستوس البرازيلى للايقاف وكريس للاصابة.
وفي الميلان، لن يكون في مقدور كاسانو المشاركة مع فريقه بعد ان لعب مع سمبدوريا في دوري الابطال، ولن يلعب ايضا فان بومل حيث لعب مع البايرن في دوري الابطال بالدور الاول.
وفي توتنهام، لن يلعب الظهير الطائر جاريث بال بداعى الاصابة، وفي تشيلسي لن يلعب دافيد لويس حيث لعب مع بنفيكا في الابطال بالدور الاول، اضافة الى استمرارا غياب المدافع اليكس للاصابة