حكى أن معلماً طلب من تلاميــذه كتابة مايتمنونه في المستقبل
كموضوع لمادة التعبير , فـشرع الطلاب يكتبون أمنياتهم , وكانت أمنيات صغيرة في الجملة
ماعدا طالباً واحداً فقد طرز الورقة بأمنيات عظيمة , فقد تمنى أن يمتلك أكبر قـصر , وأجمل مزرعة ,
وأفخم سيارة , وأجمل زوجة , وعند تصحيح الأوراق أعطى المعلم هذا الطالب درجة متدنية
مبرراً هذا بعدم واقعية الأمنيات , واستحالتها فكيف بكل هذه الأماني لصغير لايكاد يجد قوت يومه !
وقرر المعلم رأفة بالصغير أن يعيد إليه الورقة شرط أن يكتب أمنيات تناسبه حتى يعطيه
درجة أكبر , فـرد الصغير وبكل ثقة وقوة ( احتفظ بالدرجة وسأحتفظ بأحلامي !! )
ولم يمض وقت طويل حتى امتلك الصغير ماتمناه وأكثر !
..
وقفة ..
سارقو الأحلام , ومحطمو الطموح موجودون في حياتنا , قد يسخرون منا , وقد
يبذل أحدهم الجهد العظيم لبناء الحواجز أمامنا , وتراهم يتربصون بنا الدوائر
وينصبون لنا الحبائل , فهم أعـداء - قاتلهم الله - في أثواب أصدقاء !!
..
صاحبْ صَديقكَ واحذرْ منَ مكايدهِ .. فـَربما شَرِقَ الإنســانُ بالماءِ
:
وماكل هذا إلا خشية أن يبقوا وحدهم في دائرة الفشل التي يستوطنوها
فسقم فهمهم , وتبلدت أفكارهم , وتخلفت أذهانهم ,
والتصرف الأمثل مع هؤلاء :
هو محاولة اجتنابهم ماأمكن , وإن تعذر ذلك فلا أجمل من أن ننظر إليهم
كما ننظر إلى الصغار يزيدنا حديثهم إصراراً , وتشعل ضحكاتهم السامجة طاقاتنا ,
ونبني من سخريتهم أساساً متيناً لقاعدة الانطلاق نحو فضاءات التميز ..
إن سارقي الأحلام لايرضيهم إلا شيء واحد إلا وهو :
أن نتنازل عن مواهبنا , ونعطل قدراتنا , وأظن الحياة بوجود هؤلاء تزيدنا قوة
فما سمعنا بناجحين فرشت لهم الأرض حريراً , وسارقو الأحلام من التحديات التي يقيناً
سنواجهها في حياتنا , فلنهاجر جميعاً عن مواطن الفشل ونتجافى هاربين إلى النجاح
من مطارح الهوان والضعف .