الشباب ثروة الأمة، وهم الذين نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة و لإقامة الدولة، فاهتم بهم الإسلام وأمر باغتنام عمر الشباب، ومدحهم القرآن فقال تعالى:"إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" القصص. فالشباب هم القوة الحقيقية لنهضة الأمة.
وقد فرح المسلمون بعودة الأمل للأمة على يد شبابها الذي تحرك لإحداث التغيير المنشود في مصر،والمشاركة في الإصلاح المأمول، وانطلق بنظام غير مسبوق في مسيرات بالآلاف ومظاهرات بالملايين للمطالبة بحقوقه المسلوبة التي استولى عليها حفنة قليلة من المنتفعين.
ومن كان ينظر إلى الحجم الهائل للمؤامرات المتكررة، والخطط المتواصلة لإفساد الشباب، وإشغاله بالملهيات والمخدرات والموبقات، وتقليده للتافهين من المغنيين واللاعبين والممثلين، فيفقد الأمل في إصلاح الأمة، ويصاب بالإحباط واليأس في أن يتحمل الشباب المسؤولية أو يتحرك للتغيير.
ولكن من فضل الله تعالى أن سخر مجموعة من العوامل التي تكاتفت وأيقظت شباب مصر، وأعادت إليه الثقة في قدراته، وأرجعت إليه روح التغيير، وغيرت مفاهيمه من شباب خائف مستسلم مهزوم إلى رجال يواجهون الصعاب ويتجاوزن المحن، ويغيرون الواقع الأليم، ويقفون في وجه الظالمين، بل وفوجئنا بالشباب يخرج في مظاهرات سلمية مطالبا بالتغيير والإصلاح، وعلى الرغم من تربيته الخانعة، إلا أننا وجدناه هجر الفشل، وحرك الملايين، وأسعد اليائسين وأعاد الأمل للمحبطين، ووقف في وجه المفسدين.
ولما حاولت بعض الأطراف تشويه صورة المظاهرات السلمية، ونشر الفوضى، وانعدام الأمن؛وجدنا الشباب يتحرك ليأخذ على يد السفهاء، ويجاهد لحماية البلاد، و يحرص المنشآت، ويتعاون لتوفير الأمن والعلاج، ويمنع الجرائم والسرقات، وينظم المرور والمواصلات.
بل لم يخجل الشباب من جمع القاذورات، وتنظيف الميادين وجمع القمامة، ولا يدع فرصة لأحد ليشوه ثورته المشروعة، أو ليصل لأهدافه المأمولة، والتي تحقق أجزاء منها ويكفي كسر حاجز الخوف، والجرأة في النصح، واستجاب الشعب للوقوف بجوار شبابه لتحقيق الإصلاح في جميع المجالات.
والآن تحاول وسائل الإعلام العديدة بث الفوضى وتفريق صفوف الشباب، وصرفه عن مواصلة تحقيق أهدافهبحجة أن هناك من يتربص لقطف ثمار جهاد الشباب أو ويعترض لعدم صوله للقيادة، أو إقناعه بالاكتفاء بتحقق بعض الطلبات.
ولكن أليس هذا الشباب الجديد هو ثمرة نتاج جهود متواصلة قامت بها جهات عديدة من رجال الصحوة الإسلامية، ومن الشرفاء في الحركات الإصلاحية المنوعة.
فهذا التحول في اهتمام الشباب وتفاعله لإحداث الإصلاح إذن هو من فضل الله تعالى أولا، ثم بجهود عدد من المخلصين.
وليعلم الشباب أنه سيأخذ أجره على جهوده الإصلاحية من المولى سبحانه وتعالى، ما دام أخلص النية،وأحسن العمل، وأيضا لأن مسؤوليات القيادة أمرها خطير، ومسؤولياتها عظيمة ويتهرب الجميع من تحملها، وقد ميزت الأحداث المتواصلة، و المواقف العملية الخبيث من اللئيم، والمفسد من المصلح.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى لا تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى لا تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى