الشعب الفلسطيني يطالب بالوحدة أو سيفجر البركان
الشعب الفلسطيني على مدار التاريخ يعاني ويلات الاحتلال لأرضه ووطنه ويعاني أدوات القمع الاحتلالية التعسفية من قتل واعتقال وتشريد وهدم بيوت ومجازر جماعية وتدمير مزارع وحقول وأشجار والبنية التحتية ومؤسساته الأهلية والجماهيرية والربحية والمصانع والورش والمتاجر ( الخ ).
ولكنه ظل يناضل ويقاوم ولم ولن تستطيع كل هذه الجحافل من الجيوش أن تكسر إرادته وعزيمته حيث قاوم الجيوش الصليبية وكذلك البريطانية وأخيراً الاحتلال الاستيطاني الصهيوني الذي قاومه وما زال يقاومه حتى هذه اللحظة رافعاً شعار دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لفلسطين ولكن لم يكن يوماً يتألم ويعاني الويلات بهذا الشكل رغم القتل والدمار الذي لحق به وكان ومازال أيضاً يتعرض له بشكل مستمر وممنهج ولكن ما أزاه وألمه وأبكاه وجرحه جرحاً عميقاً في قلبه النابض بالحياة هو الخلاف الداخلي وما تلاه من جرائم وقتل ودمار وهدم بيوت وإصابات وتدمير كل القيم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي التزم واعتاد عليها مجتمعنا الفلسطيني وأصبحت جزء من عاداته وتقاليده وتراثه وحضارته وكذلك انتهاك كل الخطوط الحمراء الذي تم التوافق عليها ضمنياً هذا ناهيك عن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بتحريم الدم الفلسطيني على أيدي فلسطيني وما تلاها من تصعيد أعلامي واتهامات غير مبررة هنا وهناك وتكفير وتجريم وتخوين (الخ) من الطرفين والذي توج بالحسم العسكري مما أدى إلى انقلاب سياسي وعسكري على شرعية حكومة الوحدة الوطنية التي تترأسها حماس وشرعية مؤسسة الرئاسة والرئيس وكذلك هدم وتدمير وحرق وسلب ونهب مواقع الأجهزة الشرعية الفلسطينية واستمرار التراشق الإعلامي الممنهج بين الطرفين , والاعتقال السياسي هنا وهناك على الهوية التنظيمية وسياسة قطع الرواتب العشوائية للموظفين أيضاً على الانتماء السياسي أحياناً وأحياناً بناءً على تقارير كيدية , والتعذيب حتى الموت هنا وهناك والملاحقة والمطاردة لهذا أو ذاك وسياسة نفي الأخر لدى الطرفين وسياسة التكتلات وانقسام الشارع الفلسطيني بين مؤيد لهذا الطرف أو نقيضه لصالح الطرف الأخر وسقوط الشعارين المنفصلين ألا وهما شعار المقاومة فقط الذي تتبناه حماس وحكومتها المقالة برئاسة إسماعيل هنيه وشعار المفاوضات فقط الذي تتبناه حكومة تسيير الإعمال برئاسة سلام فياض فكلاهما قد سقط شعاره المنفصل والانقسام الجغرافي للوطن وأصبح هناك دولة غزة ستان ودولة أخرى الضفة لاند وكلاهما مرتاح على هذا الوضع وتخلصه من الأخر .
هذا ناهيك عن الحصار الظالم وحرب الإبادة التي طالت كل مناحي الحياة وسياسة المحرقة التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني وجدار الفصل العنصري وتكثيف الاستيطان وانتشار الحواجز لتقطيع أوصال المدن والقرى في محافظات الضفة وسياسة الموت البطيء على الحواجز وتهويد القدس وسياسة الترنسفير والاعتقال والمجازر التي مارستها وتمارسها سلطات القمع التعسفي للكيان الصهيوني البغيض ضد شعبنا الفلسطيني بشكل عام وضد قطاع غزة بشكل خاص .
حيث تجلت هذه السياسة باجتياحات مستمرة ومتكررة لجميع محافظات غزة والضفة وكذلك تقليص المواد الأساسية إلى أدنى مستوياتها حيث أن الكثير منها شبه معدومة ومفقودة من السوق وكذلك المحروقات والكهرباء وارتفاع الأسعار بشكل لا يطاق وبطالة كاملة وشاملة للعمال بسبب الإغلاق المحكم وتحويلهم إلى متسولين على أبواب المؤسسات والمساجد بسبب الاحتكار وغلاء المعيشة ولم يلتفت إلى وضع هذه الشريحة أي مسئول من هنا أوهناك لا الحكومات المتعاقبة و لا الحكومتين المقالة في غزة وتسيير الإعمال في الضفة مع احتفاظي بالفارق بينهما ولكن لا يوجد احد أو حكومة منهم فكرت في أعطاء راتب شهري للعمال العاطلين عن العمل لحين توفير عمل لهم .
وان العامل المنكوب والموظف المقطوع راتبه والمغلوب على أمرة والتاجر الصغير والذي ليس له سند كبير قد أعلن إفلاسه بسبب الحصار من جانب وبسبب الاحتكار والسمسرة من جانب أخر والمواطن المحطم والمدمر يقتدي بقدوتنا ( رسول الله صلى الله علية وسلم ) يضعون الحجار على البطون ويشدوا الأحزمة على بطونهم وبعض المسئولين والزعماء والقادة تتحزم بأحزمة من الخراف والجديان واللحوم الطازجة الشهية , وبعضهم أيضاً يتحزم بحزام من المحمر والمشمر من الديوك والدجاج والشعب يسقط مترنحاً من الجوع في السياج , والبعض الأخر يتحزم بفروش السمك الطازج بجميع أنواعه وألوانه والسردين وما أدراك ما السردين والشعب يغوص في الوحل والطين , القيادات تتنازع على تقسيم الثروات والمناصب والشعب يلفظ أنفاسه من قلة الأكل والجوع والتعب .
ولا يفوتني الحديث عن الهجرة حيث تشير الإحصائيات عن هجرة 50 ألف فلسطيني إلى أنحاء متفرقة من العالم ولولا إغلاق المعابر لكانت الأعداد قد تضاعفت مرات عديدة من المهاجرين الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة بسبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الحصار الظالم وبسبب الحسم العسكري والانقلاب الغير مبرر وطمع واحتكار كبار التجار وتواطأ الحكومة المقالة إذا لم تكن شريكة مع التجار في احتكار السلع الأساسية وكذلك المحروقات من غاز وسولار والجاز والبنزين ( الخ ) هناك من يقول بأن هذا تجني على الحكومة المقالة حيث كل ما يحدث سببه الحصار الظالم والاحتلال المجرم أنا أقول نعم بأن هذا سببه الاحتلال الصهيوني العنصري ولكن هذا احتلال وها هي سياسته قتل ودمار وتشريد ( الخ ) وأقول بأن هذا ليس تجني لان الحكومة المقالة لم تفعل شيء ضد هذا الاحتكار ولم تلاحق احتكار كبار التجار للسلع الاساسيه وكذلك تجار الإنفاق ومحتكريه هذا إذا لم تكن شريكة في الاحتكار هذا لو استطعنا تبرئتها من ذلك ولم تقم أيضاً بتحديد أسعار السلع الأساسية للتجار والمستهلك الفلسطيني , ولم تلاحق صانعي الموت الجماعي بنشر الأوبئة والأمراض مثل استخدام زيت الطهي الغير معالج لتشغيل محركات السيارات لما له من أضرار وتلويث البيئة وأمراض صحية حيث تشير التقارير الصحية على أن تفاعل هذا الزيت مع الزيوت الأخرى يؤدي إلى أمراض سرطانية وان سكوت الشعب عن ذلك ليس رضا بهذا الواقع رغم انه يبحث عن سبل الخروج من هذا الواقع المرير بكل الوسائل المتاحة حتى لا يدخل في حرب الأخوة التي تؤدي إلى حرب أهلية لا يحمد عقباها فاخترع زيت الطهي الغير معالج لتشغيل محركات السيارات وسجل الاختراع للفلسطينيين في سجلات المخترعين والعلماء وكان ذلك بمباركة من الحكومة المقالة وخطباء المساجد وان هذا الاختراع للموت الجماعي والفردي بأمراض فتاكة تفوقنا به على الولايات المتحدة صاحبة المشاريع الفتاكة في الحرب البيولوجية وتفوقنا على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بأنهم يجربون هذه الأسلحة ضد شعوباً أخرى ويجنبون شعبهم دمار هذا السلاح ولكن نحن وبامتياز نجربه ضد شعبنا حتى نعرف مدى تأثيره على الشعوب الأخرى ونعمل بالمثل الشعبي الموت مع الجماعة رحمة فعسى الله أن يرحمنا برحمته الواسعة بعد أن لفظتنا الحكومات والقيادات المستأسدة والمستزلمة بمن حولها في غزة ورام الله وكذلك لفظنا المحفل الدولي والعربي وذلك للأسباب الذي ذكرتها في سياق المقال فهل يعود الطرفان إلى صوابهم قبل فوات الأوان أي قبل الموت الجماعي أو ثوران البركان ودمار الطوفان الذي سيحرق ويدمر الأخضر واليابس فعودوا إلى رشدكم ووحدوا صفوفكم ووحدوا خطابكم وكلمتكم وأعيدوا للوطن لحمته الجغرافية والسياسية قبل أن يأتي الزلزال والبركان والطوفان .
بقلم
محمد سعدي حلس