من طريف ما يرويه شارلي شابلن في مذكراته أن مسابقة أجريت في إحدى العواصم الأوروبية لاختيار أفضل شبيه له، ومن باب الدعابة قرر الممثل العبقري المشاركة في المسابقة، دون أن يكشف للجنة المشرفة عليها شخصيته الحقيقية. وفي الموعد المحدد، وقف المتسابقون أمام اللجنة الفاحصة والجمهور، وفوجئ شابلن أن اللجنة استبعدته من التصفيات النهائية، وعندما أعلنت النتائج لم يكن هو بين الفائزين الثلاثة الأكثر شبها به. ولم يعترض شابلن على النتيجة، وإنما قدم نفسه للجنة الفاحصة، وألقى كلمة في الجمهور قال فيها: “الآن أدركت أن هنالك من يشبهني أكثر مني”.. وأضاف: “ليس من الإنصاف توجيه اللوم إلى اللجنة التي استبعدتني من التصفيات، فأنا أتصرف بحياتي بتلقائية وعفوية، ولا أقلد أحدا، ولكنني، أمام اللجنة، كنت أحاول تقليد ذلك النموذج الذي هو شارلي شابلن، في اللبس والشكل والحركة والمشية والابتسامة وتلك العصا الغبية، والأصل غير التقليد بالطبع، وأعترف أن هنالك من يقلدني أحسن مني، واللجنة كانت على حق في اختيارها”.
والذين يشبهون المشاهير في الشكل كثيرون، وفي الماضي كانوا يقولون: “يخلق من الشبه أربعين”، وإحدى الأربعين من شبيهات الأميرة ديانا مثلت عام 1997 فيلما إباحيا أثار ضجة كبيرة في بريطانيا، وكانت ديانا هي الوحيدة التي عرفت أن الشخصية التي تظهر في الفيلم ليست شخصيتها، ولم تعرف ذلك من فروقات في الشكل وإنما لأن البطلة تلبس إسورة لم تلبسها هي على الإطلاق، ولذلك قالت: “الفتاة التي تظهر في الفيلم ليست ديانا سبنسر”.
والذين يشبهون ملك الروك الراحل ألفيس بريسلي ويظهرون على المسارح يقلدونه يعدون بالمئات، وفي ولاية فيلادلفيا الأمريكية شخص يدعى مايكل ويليس يشبه ليوناردو دو كابريو، بطل فيلم التيتانيك، تماما، وبعد النجاح المذهل الذي حققه الفيلم أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة له، إذ أصبح الناس يتجمعون حوله حيثما ذهب.
وبعد وصول الرئيس بوش الابن إلى الحكم، ازدهرت في الولايات المتحدة تجارة اسمها “شبيه الرئيس بوش” حيث يقدم العشرات ممن يشبهون بوش عروضا كوميدية على المسارح، يقلدون فيها حركاته وطريقته في الكلام، وبعض هؤلاء له موقع على الانترنت، وقال أحدهم انه يشعر بالحرج للشبه بينه وبين رئيس صنعته الحرب.
وفي ولاية كاليفورنيا شخص يدعى كولين دونكين شديد الشبه بالمغني البريطاني ألتون جون، وعندما زار متنزه عالم البحار التابع لمدينة الألعاب ديزني لاند في فلوريدا، كان أشبه ب “شمعة في مهب الريح” بسبب الشبه الكبير بينه وبين ألتون الذي غنى تلك الأغنية المشهورة عن ديانا، وهو يقول: تجمع حولي ما يزيد على 600 شخص من مختلف الأعمار من رواد المتنزه، فاضطررت للاختباء في غرفة الاستراحة لمدة تزيد على الساعة، إلى أن جاء رجال الأمن وأبعدوا الناس عني.
وعندنا في الدول العربية شبيهون للممثلين، ولكننا نتعامل معهم بطريقة مختلفة، وفي منتصف الثمانينات التي شهدت تألق وتوهج عادل إمام، ظهر ممثل شاب نسبة الشبه بينه وبين عادل إمام مرتفعة جدا، فاستغل بعض منتجي أفلام المقاولات والمسرح السياحي هذا الشبه وأسندوا للممثل الشاب العديد من الأدوار، مما أحدث ضجة كبيرة وسبب ضيقا للفنان عادل أمام، خصوصا أن الممثل الشاب انتهز الفرصة وراح يقلد نفس حركات عادل إمام وطريقته في الكلام على المسرح، إلى درجة أن جماهير الدرجة الثالثة انخدعت به، فما كان من عادل إمام إلا أن فاجأ الممثل والجماهير في إحدى المسرحيات التي يشارك فيها شبيهه، وصعد إلى المسرح وعنف الشبيه، وقال له: كن نفسك، إذا أردت النجاح.. ومنذ ذلك الحين انطفأ وهج ذلك الممثل المغمور.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى