كم من شجرة تفاح ظلت مثمرة
حبلت بتفاحات حمر شهية
لم تمتد إليها الأيدي الغادرة
تراءت له قادمة...وظفائرها تنط جدلى...تلتمع عيناها الصافيتان...وكأن هموم الدنيا كلها فرت هاربة أمام هذا الكم الهائل من الإقدام على الحياة
كان في خطواتها عزم وقوة وثبات
نط قلبه من بين ضلوعه...وتعلقت عيناه بها في لهفة...يحاول أن يداريها
صباح الخير
انطلقت من بين شفتيها كموسيقى رنانة داعبت سمعه
فتحت باب الشوق لشهوة لمة عائلية
آتية من موطن الذاكرة البعيد
يا إلهي كم يحبها...تعانقت يداهما في لهفة...ثم جفلتا فجأة
جلست بعيدة عنه تتأمل تقاسيم وجهه الحزينة
أريد تفاحة
أخذ غصن شجرة وهزه بعنف...اهتزت أعطافه معه...سقطت تفاحتان...قدم لها واحدة...وضمت يده الأخرى...في شوق مؤلم
هل اشتريتي ثوب الزفاف
ابتسمت خجلى...حمرة محببة إلى قلبه علت وجنتيها
أهدتني الماما ثوب زفافها...سأدخل عليه تعديلات...لا وقت أمامنا
لمح نظرة أمل خجول في عينيها
هل أخبرتم الأهل
نطت فرحة كطفلة موعودة بأجمل دمية
الكل ينتظر بعد غد
نظر إلى الأفق ساهما...دخان أسود يتعالى بين المرتفعات
يقذفون الجنوب بالقنابل...الأوغاد
تجهم وجهه...غابت بسمتها...غاضت حمرتها...ارتجفت يدها وهي تقبض بشدة على التفاحة
بعد عقد القران مباشرة...سأذهب هناك
اقتربت منه وجلى
سأنتظرك
وسألبس الثوب مرة ثانية...قد يحتاج لتعديلات جديدة...لكن سألبسه...لن يفرقنا إلا الموت
الموت
ابتسم بمرارة ...يشوبها رضا عم كيانه كله
قضما التفاحتين في نفس الوقت
انطلقت ضحكاتهما ...ودمعتان على الخدين انحدرتا
وقصف يشتد من بعيد... يعلن تأجيل العرس
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى