الانتخابات وسيلة ام غاية ؟؟عبد الكريم عبد الله – كاتب وصحفي عراقي
تشهد جولات الصراع المحتدم بين المشروع الوطني العراقي لاعادة الروح الى العراق والعراقيين ، والمشروع الالحاقي الايراني ، لالغاء الهوية الحضارية العراقية ، وتفتيت الكيان التاريخي العراقي ، المزيد من صفحات التمويه والتحريف والتصنيع الاعلامي ، الذي برعت في نسج خطابه التزويري رموز المشروع الالحاقي الالغائي من متخصصين في فبركة المعلومة الى مروجين لها ، ومن مختلقي الادعاءات الى مراكز بثها ونشرها متسترين احيانا بشتى انواع الاغطية ، التي لا تصمد في الحقيقة امام العين البصيرة الفاحصة ، فتكشف عما تحتها ، ويكشف رياؤها وزيفها وقديما قال الشاعر العرابي:
ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا ارتديت فانت عار...
واحيانا ، يكشفون اوراقهم علنا ، متشبثين ولو بقشة لاطالة امد الصراع بين هذين المشروعين فهم على يقين من استحالة تنفيذ المشروع الالحاقي الايراني وتفتيت العراق ، تماما كما نرى نحن العراقيين ، انه مهما طال امد الصراع بين هذين المشروعين فهو محسوم سلفا لصالح المشروع الوطني العراقي ، ومن المعلوم ، ان احدى صفحات هذا الصراع ، تحوي السجال المتصاعد النبرة بين الحكومة العراقية والمعارضة الوطنية ، وهذه الصفحة هي بعض الممارسة الديمقراطية التي يناضل لترسيخها المشروع العراقي ، ويرفع شعارها كل القوى والكتل السياسية ، العراقية ، عن ايمان وصدق وجدية او لاغراض اخرى ، اما طالبو المشروع الايراني الالحاقي ، فهم يوجهون التهم الى هذا السجال ويروجون الى انه صراع ، بين الشرعية ، المتمثلة بالحكومة واعدائها !! وهم يقصدون المعارضة الوطنية العراقية ، بل يسمون رموزها باسمائهم على انهم بعض بقايا النظام السابق ، لاستعداء الجمهور العراقي عليهم ويركزون حواراتهم واتهاماتهم ومقولاتهم ، على ان الشرعية ، انما جاءت وليدة انتخابات شعبية نزيهة ، وهم دون ان يعلموا ، انما يدينون انفسهم بانفسهم ، فهذه الشرعية ، على حد قولهم ، انما هي وليدة انتخابات ، وبغض النظر عن كل المطاعن التي وجهتها وتوجهها المعارضة الوطنية ، للكيفية التي جرت بها الانتخابات تلك ، وكيف تم احتساب نتائجها ، والوصول اليها ، فهم انما يؤكدون وبشكل مباشر وغير مباشر ، ان الانتخابات في الحقيقة وسيلة لا غاية ، لكنهم يمارون ويواربون على هذه الحقيقة ، ونحن نعرف ان الغاية هي الشرعية وليس الوسيلة التي هي الانتخابات الشعبية ، وما دامت الوسيلة- الانتخابات – متاحة لترسيخ الشرعية كما اظهرتها ، فان كل المتغيرات التي جرت على الساحة العراقية ، منذ احتساب نتائج هذه الانتخابات بالطريقة التي شهدنا عليها ، تؤكد ان المؤشرات الشعبية التي دفعت بالاصوات الانتخابية في هذا الاتجاه او ذاك ، قد تغيرت ، وان انكشاف النوايا والافعال ، والطلاق الخلعي بين الشعارات التي رفعت والممارسات والنتائج المتحققة على صعيد الواقع ، ادى الى ندم شعبي حقيقي، على العديد من الخيارات التي جر اليها الراي العام العراقي خداعا ، ما يستدعي واقعا وقانونا ،اجراء انتخابات جديدة مبكرة ، تستجيب لاحتياجات الشارع العراقي للتعبير عن رايه وارادته الحقيقة ، وما دامت الانتخابات وسيلة لاظهار الشرعية فما المانع من ان تكون وسيلة لاثباتها؟؟ وترسيخها؟؟ ومن كان مطمئنا الى رصيده الشعبي وموقعه الحقيقي ، وحصته من صندوق الاقتراع ، فلماذا يخشى اجراء انتخابات مبكرة تثبت فعلا شرعيته؟؟ نحن لاندعو لهذه الاانتخابات لعبا ، ولا بطرا ، ولا تجاهلا للحقائق ، وانما تمسكا بها ، فنحن على يقين ان واحدا من اهم الحلول الواقعية للماساة العراقية الراهنة ، هو اجراء انتخابات مبكرة يتوافق الجميع على ان نتائجها هي التي ستكون مقياس الشرعية شريطة ان تتم بنزاهة حقيقية وباشراف دولي جاد ، وليس للعواء الاعمى الاعلامي ان يكون محاميا عن الشرعية ، لانه تعبير حي عن الباطل ، واعتبار الانتخابات فعلا وسيلة لا غاية .والوسائل تستخدم – بضم التاءوفتح الدال - ولا تستخدم- بفتح التاء وكسر الدال -.
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى