يقولون أن أغاني الحب تكون صادقة عندما يكون من يشدو بها صادقاً في مشاعره، لكن يبدو أن هذه القاعدة مثالية إلى درجة كبيرة، فليس كل من غنى للحب عاش العاطفة بالشكل الذي نتصوره، وحتى إذا كان كل هؤلاء أحبوا فلماذا لم يتزوج معظمهم أو تكررت زيجاتهم، أليس الزواج المستقر هو النهائية الطبيعية لكل قصة حب، أم أن قصص حبهم كانت ناقصة ولا تعبر عنها الأغاني بصدق؟
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة، أو بمعنى أصح الأمر كله يحتاج للمراجعة، وكتابة أصول علم الحب من جديد..
حب إيه يا ست
الست أم كلثوم على سبيل المثال، زواجها المعلن الوحيد من الدكتور حسن الحفناوي، كان وهي في الخمسين من عمرها، يعني فترة الشباب التي غنت فيها "رق الحبيب" و"غنى لي شوي شوي" لم تكن تعيش فيها قصة حب مكتملة، و حتى أغاني الستينيات الشهيرة "سيرة الحب" و"ألف ليلة وليلة " وأنت عمري " و"أمل حياتي " لا يمكن اعتبارها انعكاسا للزواج...
و لهذا نتجرأ ونسأل إذا كانت الست قد غنت تهاجم الرجل في "حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه .. أنت عارف قبل معنى الحب إيه" نسألها نحن معنى الحب إيه يا ست من وجهة نظرك، ونسأل أيضاً من يحدد لنا الأغاني التي غنتها أم كلثوم وهي في حالة حب حقيقي؟
مين المفتاح؟
نفس الكلام ينطبق على فريد الأطرش وعبد الحليم، الاثنان وقعا في قصص حب عديدة ولكنهما لم يذهبا للمأذون أبداً، وكلاهما غنى أروع كلمات الحب التي لا يزال عشاق هذه الأيام يتبادلونها، والأسئلة مستمرة من هي مفتاح قبل فريد عندما غنى "قلبي ومفتاحه " ولماذا لم يتزوج "حكاية الحب كله" ومن هو "جبار" الذي تألم بسببه حليم، ولمن قال "زى الهوا" و"جانا الهوا" "والهوا هوايا"
وحتى بالنسبة لمطربي الجيل الحالي، عندنا محمد منير الذي عشق كل البنات واقترب من الخمسين ولم يتزوج (مع إشاعات بإنه يعنييييي...)، وإيهاب توفيق له تجربة خطوبة وحيدة لم تتكرر ، ولطيفة لا تزال مصممة أنها لم تجد الرجل المناسب، وكاظم الساهر يطلق حبيبة عمره بعد الشهرة والأضواء...
العدد في الليمون
وعدم الزواج ليس وحده دلالة التناقض فكما ذكرنا في البداية فان تكرار الزواج أيضا يجعلنا نشكك في مشاعر المطربين والممثلين أيضاً. وتأتي على رأس القائمة صباح بزيجاتها العديدة وشادية وفاتن حمامة ومريم فخر الدين.
وفي الجيل الجديد لدينا أنغام التي تركت والدها لتتزوج مهندس صوت وتنجب منه ثم تحصل على الطلاق وتتزوج من موزع موسيقي أصغر منها بعد قصة حب ثانية...
في مجال التمثيل الظاهرة أكثر وضوحا –ظاهرة تكرار الزواج- وخصوصا بين الثنائيات... ليلى مراد غنت كثيرا لأنور وجدي، لكنه طلقها أكثر من مرة، وتزوج قبيل وفاته ليلي فوزي، بينما تزوجت ليلى فطين عبد الوهاب وأنجبت منه.
مديحة يسري كانت مرتبطة بزواج عن حب مع أحمد سالم، ثم تزوجت بعد وفاته من صديقه محمد فوزي، هدى سلطان تزوجت فريد شوقي الذي كان متزوجا قبلها، وقدما سويا أروع الأفلام، ثم يحدث الطلاق ويتزوج بعدها لتتحول قصة الحب إلى ذكريات.
الأمثلة كثيرة ونحن لا نستدعيها من قبيل تكرار الكلام، أو الخوض في سير هؤلاء الفنانين، بل هي مراجعة بمناسبة عيد الحب.. لا أكثر...
هل الحب الحقيقي هو الذي نسمعه في الأغاني ونراه في الأفلام؟
أم أن للحب تعريف أخر لم يصل إليه كل هؤلاء؟...
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى تستطيع ارفاق ملف في هذا المنتدى تستطيع تنزيل ملفات في هذا المنتدى